التاريخ الهجري        25 من جمادى الأولى 1436                                  رقم الإصدار:     1436هـ / 027
التاريخ الميلادي        2015/03/16م


بيان صحفي
تركيا تُشارك التحالف في حربه على الشام والعراق
فتُحكم قبضتها على المظلومين بإغلاقها الحدود مع سوريا


في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة أعلنت تركيا يوم الأحد 8/3/2015م عن إغلاق "باب السلامة" المعبر الحدودي مع سوريا في محافظتها كللس بالاتجاهين، ثم أعلنت يوم الاثنين 9/3/2015م عن إغلاق معبر "باب الهوى" في محافظتها هاتاي بالاتجاهين أيضاً، وجاء في الإعلان المقتضب أن المعبرين تم إغلاقهما فوراً ولأجل غير مسمىً أمام الأشخاص والسيارات عدا الشاحنات التجارية وحالات الإسعاف الإنسانية، ثم علمنا من جهات موثوقة أن حالات الإسعاف الإنسانية تم منعها أيضاً اليوم. فهاج الناس وماجوا على طرفي الحدود وعلقوا بين وعود ومتاهات العاملين على المعابر، والدهشة والإحباط تعلوان وجوه الجميع من أهل الشام الذين ضاقت بهم السبل ولم يبق لهم منفذٌ يهربون من خلاله من أتون الحرب المستعرة عليهم من التحالف والنظام وتنظيم الدولة وغيرهم. خاصة إذا علمنا أن المنفذين الوحيدين لأهل سوريا في الشمال هما باب السلامة وباب الهوى ذلك أن المعابر الأخرى بعيدة وفي قبضة أعداء الثورة.
يأتي هذا التضييق في وقت أكد فيه رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان أن تركيا لن تغلق أبوابها في وجه الضيوف من سوريا. بل ومما زاد غضب الناس في الداخل أن الائتلاف الذي يزعم أنه يمثل الثورة ويدافع عن أهلها، هذا الائتلاف بكل هيئاته اجتمع اليوم في أنقرة مع رئيس وزراء تركيا أحمد داوود أوغلو واحتفى أوغلو بالوفد وأكد لهم وقوفه وحكومته إلى جانب الشعب السوري ضد نظام بشار وتنظيم الدولة بينما قواته الحدودية في الوقت نفسه تسوم أهل الشام سوء العذاب على المعابر، من شتم وضرب ودفع للنساء وللحوامل وللأولاد وتهديد ووعيد لكل من يقترب منهم. بل لقد سجل ناشطون حالات قنص قام بها حرس الحدود الأتراك لبعض الذين حاولوا أن يعبروا الحدود إلى تركيا، ومن هذه الحالات قنص امرأة تحمل طفلها.
أيها المسلمون، يا أبناء الأمة الإسلامية الواحدة:
هؤلاء أبناؤكم في أرض الخلافة العثمانية حيث وقف السلطان العظيم محمد الفاتح صارخاً بأعلى صوته "الله أكبر" حتى بلغت تكبيراته عنان السماء فارتعدت أوروبا منها ومن أمة وحدتها الله أكبر. أيُعقل أن يقتل أحفاد الفاتح أبناء الشام العزّل ويسوموهم سوء العذاب وأنتم تنعمون في بيوتكم بالراحة والسكون؟
أيكذب رئيس تركيا على أهل الشام بأنه لن يغلق تركيا في وجه المسلمين من سوريا وهو في الوقت نفسه يبارك لجيشه المغوار انتشاره على الحدود لقنص المسلمين والمسلمات إرضاءً لأسياده في البيت الأبيض، والمسلمون في أرض السلاطين صامتون على بطشه وغوغائه؟
أيدعي داوود أوغلو الوقوف إلى جانب المستضعفين في الشام بينما يطلق العنان لقواته بالعربدة على حدود سوريا والإساءة لكرامة المسلمين فيها ويوصد الأبواب في وجه المرضى والمشردين فيمنعهم من العبور خلال هذين المعبرين على مرأى ومسمع من كل المنظمات الإنسانية بل اللاإنسانية التي أزكمت رائحتها الأنوف ولا نرى حراكاً من مخلص أو شريف أو صادق؟!
لقد استغلت الحكومة التركية منذ قيادة أردوغان إلى قيادة أوغلو بما فيه الكفاية الشأن السوري ووظفته لمصالحها ومصالح سياسييها خاصة في الحملات الانتخابية، ورقصوا جميعاً على جراحات وعلى آلام هذه الأمة المكلومة التي تقطعت بها السبل فزادتها حكومة تركيا إرهاقاً وإذلالاً بمعاملاتها اللاإنسانية ثم بإغلاق هذه المعابر التي رسمتها لهم اتفاقية سايكس بيكو المشئومة بعد أن احتلت بريطانيا استانبول وأسقطت دولتنا الإسلامية، الخلافة، فيها عام 1924م. فما معاناة أهل سوريا إلا بسبب تخلي حكام تركيا عنهم لأنهم كانوا دولة واحدة يحميهم الجيش العثماني ويذب عنهم العدوان الخارجي، واليوم يقبع هذا الجيش في ثكناته وكأن الأمر لا يعنيه، بل إنه يقف على حدود سايكس بيكو ليحميها، بل ويقنص أهله أنفسهم الذين كان يحميهم بالأمس، كل ذلك فقط لأن الكافر المستعمر وظفهم للقيام بتقطيع أوصال بلاد المسلمين الواحدة.
ألا يوجد في جيش تركيا رجل رشيد من أحفاد الفاتح والقانوني يضرب على يد عملاء أمريكا ويرفع هذا الحصار الظالم ويلغي حدود سايكس بيكو ويعيد أمجاد السلاطين والخلفاء الذين كانوا يُجلسون "شام شريف" في مكانة عالية لم يفرطوا فيها ولم يسمحوا بإهانتها؟
إن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وما يجري الآن من محاربة لله من قبل حكام تركيا إنما هو بسبب سكوت أهل القوة والمنعة في تركيا على هؤلاء الحكام المعطلين للشريعة الإسلامية السمحاء التي تعيدنا أمة واحدة، فالمسلمون أمة واحدة من دون الناس حربهم واحدة وسلمهم واحد تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم. يقول تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
يا جيوش المسلمين: إن وعد الله حق، فالله تعالى وعد بنصر هذا الدين، بكم أو بغيركم، ولكن عقاب الله للمتخاذلين عظيم: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير

للمزيد من التفاصيل