المكتب الإعــلامي

ولاية مصر

 

التاريخ الهجري          21من ربيع الاول 1435                                                                                             رقم الإصدار:  02/14

التاريخ الميلادي          2014/01/22م

 

بيان صحفي

 

ثورة 25 يناير، ثورة مختطفة في ذكراها الثالثة

 

تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة للثورة المصرية، والغريب أن من انقلبوا عليها وأعادوا رموز النظام السابق إلى الواجهة من جديد هم من يدعون للاحتفال بذكراها، وذلك رغم أن بعض من يحتفلون بذكراها أسموها من قبل نكسة 25 يناير، ولولا أنهم يعرفون أن ثورتهم المزعومة في 30 يونيو ما كانت إلا لتعيد الدولة القمعية البوليسية، دولة مبارك وحاشيته، لما قرروا الدفع بـ 260 ألفًا من رجال الشرطة لتأمين الاحتفال يشملون ضباطا وأفرادا وجنودا من إدارات البحث الجنائي، والنجدة، والمرور، والأمن المركزي، والعمليات الخاصة، والحماية المدنية و180 تشكيل أمن مركزي و120 تشكيلا احتياطيا و500 مجموعة قتالية بالإضافة إلى عشرات المدرعات الحديثة ذات البرجين، فهل كل هذه القوات لتأمين احتفال، أم للتخويف بحرب شرسة؟!.

 

قد تكون ثورة 25 يناير أسقطت رأس النظام، ولكنها أبقت على أياديه وأرجله وعيونه وآذانه، ذلك أنها لم تكن تمتلك مشروعا حقيقيا للتغيير، فأنتجت نظاما فاشلا صنع دستورا لا يختلف عن دستور 71 وأوهم الناس أنه دستورٌ إسلاميٌ، وترك أمريكا تتدخل في كل كبيرة وصغيرة من شؤون البلاد، ورهن البلاد والعباد لأمريكا وصندوق نقدها الدولي، وظلت دولة يهود آمنة واتفاقية كامب ديفيد محترمة. لكن يكفي هذه الثورة أنها كسرت حاجز الخوف الذي ألجم الناس لعقود طويلة، ولن تستطيع سلطة الانقلاب أن ترهب أبناء الأمة التواقين للتغيير الحقيقي الذي لن يكون إلا على أساس الإسلام. فقد عزمت الأمة أمرها وهي تتطلع لليوم الذي يصل فيه الإسلام للحكم - وليس الإسلاميين - ويعلنها المخلصون في هذه الأمة خلافةً على منهاج النبوة، دستورها مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله، يقودها خليفة تقيٌ نقيٌ ليقتعد بها ذرى المجد بين الأمم، فيقطع دابر أمريكا وغيرها من دول الكفر التي تكيد للأمة وتمكر بها مكر الليل والنهار.

 

إن وعد الله للأمة بالاستخلاف والنصر والتمكين متحقق لا محالة، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾، وإن بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم : «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» كائنة لا محالة.

 

وإننا في حزب التحرير ندعو أهل مصر الكنانة في الذكرى الثالثة للثورة، أن يكون مطلبهم هو وضع الإسلام موضع التطبيق الحقيقي، بإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فبها وحدها عزّتهم، وبها وحدها النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأن ينبذوا كل دستور مخالف للإسلام، ويلفظوا ما سوقته لهم أمريكا وأذنابها في بلادنا من ديمقراطية زائفة، وعلمانية نتنة، وقومية ووطنية مخالفة للإسلام.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 

 

شريف زايد

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

للمزيد من التفاصيل