كلمة الشيخ العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة

لافتتاح الندوة النسائية التي نظمتها شابات حزب التحرير في ولاية الأردن

والتي قامت قوى الأمن بمنع انعقادها بالقوة في عمان - الأردن

فنُظم بدلاً منها احتشاد نسوي أمام سفارة النظام السوري المجرم

السبت، 17 جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 27 نيسان/أبريل 2013م

 

كلمة الافتتاح

أيتها الأخوات الكريمات

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، فإني أستفتح بالذي هو خير:

 ((رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ))

إن عنوان مؤتمركن ليحزن النفس ويدمي القلب، فإن حرائر الشام تستنصر فلا تنصر من جيوش المسلمين، القريبة والبعيدة...وهي تستغيث فلا تغاث من الحكام المتفرقين في بلاد المسلمين، فهم أموات في ثياب الأحياء...فإذا يئست حرائر الشام من النصر والغوث، واشتد عليها الأسى والمأساة، فلجأت إلى بلاد المسلمين في الجوار وجدت في وجهها الحدود الزائفة، فكانت مأساة فوق المأساة حتى إذا اجتازتها بعد العنت والمعاناة، عدَّها الحكام عبئاً على الأمن الوطني! فلم تجد المأوى الآمن إلا بشق الأنفس، ما دفع بعض اللاجئين إلى الجوار أن يرى ملجأه انتقالاً من شدة إلى شدة، فيعود من حيث أتى يستظل بالموت من جديد!

 

أيتها الأخوات الكريمات:

هكذا أصبحت بلاد المسلمين تملؤها الحواجز والفواصل، فيصيب العنت من يجتاز حدود سايكس بيكو من قرية أو مدينة إلى أخرى تجاورها، ويكاد زرعُ الأولى يلامس زرعَ الأخرى: بين درعا والرمثا، أو بين القصير وعرسال، أو بين البوكمال والقائم، أو بين حلب بل بعد حلب وبين أضنة وأدنى من أضنة، يصيبه العنت بين هذه الأماكن المتقاربة! بعد أن كان المسلم ينتقلُ من الأندلس في أقصى الغرب إلى إندونيسيا في أقصى الشرق عزيزاً كريماً في ديار الإسلام، وفي أمن وسلام.

وهكذا أصبحت نساء المسلمين تستنصر فلا تنصر وتستغيث فلا تغاث فإذا لجأت للجوار عَدُّوها عبئاً بعد أن كانت عزيزة كريمة في ظل دولة الإسلام، الخلافة الراشدة التي تطبق الأحكام... لقد كانت المرأة المسلمة قطب الرحى في الدولة الإسلامية من حيث الرعاية والحماية، يحمل الخليفة إليها على ظهره مؤونتها إن جاعت، ويقود الخليفةُ جيشاً لنصرتها إن استغاثت، ويجيب نداءها وا معتصماه إذا انطلقت...صرخة منها تجعل محمد بن القاسم، قائد الجيش المسلم، يؤزُّ عرش ملك السند لأنه احتجزَ سفينة المسلمات وأخذهن أسيرات...وعدمُ الأمن لها يجعل قتيبة قائد المسلمين يمسك بمن روَّعها ولا يقبل كنوز الذهب والفضة التي عرضها ذلك الشقي لفدية نفسه، بل يرفض قتيبة ذلك ويقول (لا والله لا تروع بك مسلمة أبداً) وأمر به فقتل.

 

أيتها الأخوات الكريمات:

إن ما يجري في أرض الشام هو حرب على المسلمين والإسلام، تقودها أمريكا وأحلافها، وتنفذها أدواتها وعملاؤها...تقضُّ مضاجعهم تكبيرات الثائرين، وتصعقهم مقاومة المسلمين، وتهزُّهم بل تؤزُّهم صيحات الخلافة من أفواه المخلصين، ما جعل أولئك المرعوبين من الخلافة في حيص بيص... فمن جانب يرون صنيعتهم بشار قد هوى أو كاد، ومن جانب آخر يخشون أن يهوي قبل أن ينضج البديل العميل فتعود الشام عقر دار الإسلام من جديد، لذلك فإنهم يزودون الطاغية بشار بكل أسلحة الدمار، لكي لا يقصم ظهره وينتهي أمره قبل أن يرتبوا وضع الائتلاف وحكومته فيوجد العميل البديل الجديد...

إن الخلافة هي هاجس أمريكا وأحلافها والغرب كله ثم صغارهم من عملاء وأتباع، في الجوار وبعد الجوار، ولذلك فهم يبذلون الوسع لئلا تعود تلك الخلافة العظيمة، لأنهم يدركون أنها إن عادت فستكون الأولى في العالم، تنشر الخير في ربوعه، وتقبر الطغاة وتحشرهم إلى مصيرهم الأسود ، وتعود الأمة الإسلامية كما يجب أن تكون (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) وتضيء الخلافة الدنيا من جديد، فتتمزق أكباد الكفار المستعمرين وعملائهم، ويستقر الرعب في قلوب الحاقدين على الإسلام وأشياعهم، ويعزُّ الإسلام وأهله، ويذلُّ الكفر وأهله، وإنه لكائن بإذن الله وأنف أعداء الإسلام راغم.

 

أيتها الأخوات الكريمات:

صحيح أن مأساة حرائر الشام كبيرة، ومصيبتهن فظيعة...وصحيح أن أزمة مأساتهن اشتدت وتشتد، ولكنه صحيح أيضاً أن اشتداد الأزمة مؤذن بانفراجها، وبزوغ الفجر مقبل بعد عتمة الليل، ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))، ثم إن هناك إخوةً لكُنَّ من حزب التحرير، وحشداً أيضاً ممن آزروه وأيدوه ونصروه، وهم آلوا على أنفسهم أن لا تلين لهم قناة، ولا تضعف لهم عزيمة، ولا يكلِّوا ولا يملِّوا حتى يعيدوا فجر الخلافة من جديد بإذن الله سبحانه

(( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ))

وفي الختام أقرئكُنَّ السلام أيتها الأخوات، وأفتتح مؤتمركنَّ المبارك، مؤتمر الخير، المؤتمر المعبر المؤثر إن شاء الله، فباسم الله وعلى بركة الله... والسلام عليكنَّ ورحمة الله وبركاته.

عطاء بن خليل أبو الرشتة

أمير حزب التحرير

17 من جمادى الثانية 1434

الموافق 2013/04/27م  

للمزيد من التفاصيل