التاريخ الهجري           10 من جمادى الأولى 1434

التاريخ الميلادي           2013/03/22م

رقم الإصدار:   I-SY-108-06-028

بيان صحفي

وهكذا قضى مؤيد النظام، الشيخ البوطي، في مسجده...

وليس النظام عن فعل ذلك ببعيد، فاعتبروا يا أولي الأبصار!

في 21/03/2013م قضى الشيخ سعيد رمضان البوطي مع ما يزيد عن أربعين شخصاً وضعفهم من الجرحى بحسب زعم الإخبارية السورية الكاذبة الفاجرة، في تفجير داخل جامع الإيمان في حي المزرعة الدمشقي العريق حيث كان يلقي درسه الأسبوعي الرتيب. وكعادتها أسرعت المحطات التلفزيونية السورية الرسمية لمكان الجريمة، ومنعت السلطات الأمنية غيرها من التصوير والتغطية؛ لتتحكم بالخبر والاتهام، مع أن ما عرضته قناة الإخبارية يجعل إصبع الاتهام يشير إلى الدولة نفسها؛ وذلك أن مقعد الشيخ حيث كان جالساً أصيب بأذى طفيف في مقدمته، بينما بقي الكرسي الكبير سالماً، ثم إن الدماء والأشلاء تمركزت بالقرب من وسط الجامع وليس بالقرب من كرسي الشيخ، كما أن هناك أحذية ملقاة بين الدماء، والمعروف أن المساجد لا يدخلها المسلمون بالأحذية، فكيف تتناثر أحذية الحضور وهم طلاب علم جالسين في المسجد في حلقة الشيخ؟ ناهيك عن النظافة الظاهرة في هذا التفجير! ذلك أن حيطان المسجد وأعمدته ومنبره وباقي الأثاث لم يظهر عليها اتساخ أو آثار ملحوظة لسواد أو شظايا أو حتى تكسير للثريات أو الأضواء! ثم إن جثة الشيخ البوطي لم يتم عرضها ولم يشاهدها أحد، وهي أهم "نقطة علام" في كل الرواية، ومن المفروض إن كان قد مات هناك في المسجد، أن لا تكون جثته قد أُصيبت بأذى كبير قياساً بأن كرسيه وما حوله لم يصب بأذى ضخم، لكن الكاميرات لم تعرض جثة الشيخ ولا ما يدل على إصاباته القاتلة. ونحن إذ تعوَّدنا على إجرام النظام وتلفيقاته، فإننا نتهم النظام حتى يثبت العكس، خاصة وأن باعه في قتل مؤيديه طويل، ويبدو أن السفاح بشار يقلب في دفاتر والده المقبور ليتعلم منه.

أيها المسلمون في سوريا الشام: إنكم تعلمون خبث هذا النظام، بل أنتم خير شهود على تحركاته المفضوحة التي تسبق مثل هذه العمليات المفبركة، وما تفجيرات القزّاز والسيارات المفخخة من حولكم عنكم ببعيد، إنه ممثل فاشل ومجرم مكشوف، يفضحه الله تعالى كلما قام بعمل، على رؤوس الخلائق لغبائه، وإنه يُقتِّل أبناءه بسهولة لسهولة الإجرام لديه، وهو لن يُبقي منهم أحداً حتى يقتّلهم قبل سقوطه أو يدوس عليهم أثناء ذلك، طالما أنه يوظف ذلك في أي مكسب قد يأتيه، فهل وعى هؤلاء على ذلك وأحسنوا القرار؟ أيها المسلمون في سوريا النصر إن شاء الله تعالى: لقد تلقينا خبر مقتل الشيخ البوطي بأسف بالغ على مثل هذه الخاتمة، فقد كان معواناً لنظام آل أسد، الوالد قبل الولد، وقد تمادى كثيراً في تأييد إجرام السفاح بشار والحملة على الثائرين عليه، حتى إنه كان ليأخذنا العجب مما كان يفعل: كيف يستطيع الجمع بين علمه وتأييده هذا!. ولكم تمنينا له، وهو ابن العقد الثامن، أن يعلن موقفاً سابقاً في الحق حتى ينال فرصته من الشهادة في مواجهة هكذا طاغية، والذي لا اجتهاد في طغيانه، لعله يمحو به ما سبق، ولكن ربنا ((إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)).

يا أهل ثورة الشام عقر دار الإسلام: إنه لا ملجأ ولا منجى لنا من الله إلا إليه، ولله كم يشعر المسلم باطمئنان الإيمان وبالقوة والعزة عندما يكون مع ربه، وكم يعين المسلم إيمانه بأن النصر بيد الله وحده، وأنه متى حان هيَّأ له أسبابه، وأن من أهم تهيئة الأسباب أن نكون معه وحده. فأعطوا الله ما أمركم به من الإصرار على إقامة الخلافة الإسلامية وبيعة خليفة للمسلمين، والتي بها فقط يعزُّ دينه وتعلو كلمته. فكونوا من أهلها وأنصارها يصلح الله بكم البشر والحجر والشجر، فهلموّا لنصرة وبيعة، أنتم، والله، أحوج ما تكونون إليها، وخير من يقوم بها. وحُقَّ لكم بعدها أن تكونوا أنصار الله في آخر هذا الزمان، فأي شرف ينتظركم؟! قال تعالى (( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

المهندس هشام البابا

للمزيد من التفاصيل