بسم الله الرحمن الرحيم

أفرجوا عن شباب حزب التحرير لا تبوءوا بآثامهم!

 بتاريخ 4/2/2012، أعلنت الأجهزة الأمنية عن اعتقال ثلاثة شبان بتهمة الانتماء "لخلية لحزب التحرير المصنف في خانة المنظمات التخريبية ذات البعد الدولي"، ونسبت هذه الأجهزة لإخوتنا تهمة "تنفيذ مخطط يستهدف الإخلال بأمن واستقرار البلاد من خلال استقطاب أكبر عدد من الأتباع"، أما كيف سيتم تنفيذ هذا المخطط الجهنمي، فإن الخلية "المتطرفة" حسب البيان تعمل لذلك عن طريق "ترويج فكرها العدمي من خلال توزيع مجموعة من المناشير بعدد من المدن المغربية تشكك من خلالها في نجاعة المسار الديموقراطي وتحرض على إثارة الفتنة"!

 وقد حاولت الأجهزة الأمنية بمساعدة بعض الأجهزة الإعلامية والأقلام المأجورة، تضخيم تهمة المعتقلين محاولة منها لإيجاد رأي عام يتقبل اعتقال أشخاص كلُّ تهمتهم أنهم يحملون فكراً سياسياً مخالفاً لما تُروِّج له الدولة، في الوقت الذي تدَّعي فيه هذه الدولة أنها تعمل بمقتضى دستورٍ جديد يمنح هامشاً أكبر للحريات ويقطع مع ممارسات الماضي القائمة على كمِّ الأفواه واعتقال المعارضين لمجرد أنهم معارضون. نقول، حاولت الأجهزة الأمنية وُسعها تضخيم تهم المعتقلين لكنها لم تجد لذلك سبيلاً، لأن سجل الشباب ناصع، ولأن سجل الحزب ناصعٌ لا تشوبه شائبة ولله الحمد، علماً أنه يعمل في الأمة منذ ستة عقود.

 ولما لم يجدوا شيئاً وأُسقط في أيديهم، أخرجوا التهمة الجاهزة التي باتوا يلصقونها بحملة الدعوة: تلقي أموال من جهة خارجية. لكن هذه التهمة أيضاً سرعان ما تبين بطلانها حيث أثبت المتهم، بالحجج والوثائق، أنه متعاقد مع شركة معلوماتيات أجنبية، وأن الأموال التي كانت تحول إليه ليست سوى أجرته التي كان يتلقاها نظير الخدمات التي كان يقدمها للشركة الـمُشغّلة. ومع كل ذلك، ورغم كل الإثباتات، فقد (( بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ))، وأصدرت المحكمة الابتدائية بتاريخ 5/6/2012 حكماً بإدانة اثنين من الشباب المعتقلين بـ 10 أشهر نافذة.

 وفي 16/08/2012، ستنظر محكمة الاستئناف بالدار البيضاء في القضية، وبهذه المناسبة نود إرسال رسائل:

 • إلى وزير العدل: إنك تعلم عدالة قضيتنا، وتعلم أن شبابنا أبعد ما يكونون عن ارتكاب الجرائم، وقد كنتَ أنتَ نفسك سابقاً محامياً عن بعض شبابنا، واستطعتَ الاطلاع عن قرب على حسن أخلاقهم ورقي أفكارهم، فكيف تقف اليوم خصيمهم؟ وبأي ذنب تحاسبهم وقد ادعيت أنه لا يوجد في المغرب معتقلو رأي؟

 • إلى القضاة: تعلمُونَ والله أن الملف المطروح أمامكم غثٌّ لا يضم دليلاً يصلح لإدانة أخوينا، وأنتم ترون يومياً عشرات القضايا حيث الجرائم المروعة، والتجاوزات الرهيبة، وتستطيعون التفريق بين المجرمين والأبرياء، فلا تساووا بين الصالح والطالح، قال تعالى: (( أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )).

 • إلى أهل الحق والمروءة: إن شباب الحزب هم جزءٌ من نسيج هذه البلاد، يعيشون بينكم، يقاسمونكم آمالكم وآلامكم، أفراحكم وأتراحكم، جعلوا نصب أعينهم هدفاً واحداً: أن تعيشوا كراماً أعزة،تشعرون بسلطان الله عليكم، تُظلُّكم راية نبيكم، وتتنعمون في دولة تطبق شرع ربكم، فتمكنكم من خيراتكم، وتكف أيدي أعدائكم عنكم. فأعينوهم بارك الله فيكم، فإن حِمْلهم ثقيل، ولا تقبلوا أن يُساء إليهم، وادفعوا عنهم كما تدفعون عن أبنائكم وإخوانكم. فإن ينصرهم الله، فهو والله عزكم في الدارين.

 21 من رمــضان 1433

الموافق 2012/08/09م

حزب التحرير

المغرب

للمزيد من التفاصيل