حزب التحرير في الدنمرك: نحن نحارب فكرة تذويب المسلمين في المجتمع الدنمركي

نشر موقع صحيفة "كريستيلايت داغبلاد" مقابلة صحفية من قبل "كيرين هيكروب" مع ثلاثة أعضاء من حزب التحرير في الدنمرك، وهم إعجاز أحمد البالغ من العمر 28 عاما، درس العلوم الاجتماعية في جامعة "لند" وسيدرس الاقتصاد في جامعة "كوبنهاجن بزنس سكول". أما العضو الثاني فهو الياس لامرابيت الذي يبلغ من العمر 22 عاما وهو طالب في كلية الطب. والعضو الثالث هو شادي فريجة ممثل حزب التحرير في الدنمرك والدول الاسكندينافية، ويبلغ من العمر 37 عاما وهو مصمم جرافيكي ومدير مدرسة تدريب سياقة في كوبنهاجن. 

نقل الموقع عن المتحدث باسم حزب التحرير في الدنمرك والدول الاسكندينافية شادي فريجة قوله أنّ السلطات الدنمركية تحاول إبعاد الشباب عن التطرف عن طريق إغوائهم في أندية الفتيات والترفيه الرخيص، بينما نحن نعمل على مناقشة القيم والدعوة لها.

تقول الصحفية "كيرين" أنّ حزب التحرير يدعم العنف في الإطاحة بالأنظمة، وأنّ حزب التحرير محظور في ألمانيا وأنّ هناك العديد من الدنمركيين السياسيين يتمنون أن تحذو الدنمرك حذو ألمانيا، لكن هناك دراستين من قبل النائب العام فشلتا في إثبات أنّ الحزب يستعمل العنف او أي وسيلة إجرامية في دعوته.

وتُعرّف "كيرين" بإعجاز أحمد الذي وُلد وترعرع في الدنمرك وهو من أصول باكستانية، وأنّه أصبح مناصرا لحزب التحرير منذ كان في سن الثامنة عشرة، وتنقل عن إعجاز قوله: "التقيت بأحد أعضاء الحزب ولقد أحببت ما يسعون إليه"، وأضافت عن إعجاز أنّ حزب التحرير يدعو إلى فكرة الخلافة التي تعني أن يتوحد المسلمون تحت قيادة سياسية واحدة ودين واحد، وأنّ حزب التحرير في الدنمرك يهدف إلى الدفاع عن مصالح المسلمين والتأكد من عدم تذويبهم في المجتمع الدنمركي.

وذكرت "كيرين" عدم رغبة إعجاز بالكشف عن عدد أعضاء حزب التحرير قوله: "سواء كان عددنا اثنيْن أو ثلاثين عضوا فهذا ليس مهما، ولكن الأمر المهم هو مسالة القيم التي ندعو إليها". أما بالنسبة لشادي فريجة فقالت أنّه كان يتكلم باسترسال وسلاسة وأنّه غالبا ما كان يجيب عن السؤال بسؤال مثل المفكرين.

حيث نقلت عنه: "فكرتنا الأساسية هي أنّ المجتمع الغربي دائما يساوي بين الإرهاب والإسلام. فكّري في مذبحة "بريفيك" في النرويج. في البداية فكّر الجميع أنّ المسلمين كانوا وراءها، ولم يكن يتخيل أحد أنّ مقترف الجريمة كان نرويجيا أبيضا. عندما يقترف نرويجي مذبحة فإنّه يكون مناهضا للديمقراطية، وهذا يعني استثناء الفكر والثقافة الغربية من المذبحة. أما عندما يقترف مسلم عملا ضد المدنيين، فإنهم يسمونه إرهابا إسلاميا ويلقون باللوم على جميع العالم الإسلامي".

وتقول "كيرين" أنّ فريجة اعتبر الجهود التي تبذلها السلطات الدنمركية لمكافحة التطرف أُلْهِية رخيصة، حيث قال: "أنتم تحاولون إغراء الناس بنوادي الفتيات والرياضة، ونحن نقدم للناس طريقة في التفكير وندعوهم للتحلي بالقيم الحميدة".

ووجهت كيرين سؤالا لشادي تقول فيه، أنت قمت بحملة ضد مشاركة مسلمي الدنمرك في الانتخابات، فلماذا تؤيد إلغاء الديمقراطية؟

فريجة: "يجب أن تصيغي سؤالك بشكل أكثر تحديدا فتقولي لنا ما هي الديمقراطية؟ فإذا كنت تسألين فيما إذا كنا نحبّذ وجود سلطة قضائية مستقلة ومنْح حق للمرأة في التصويت، فالجواب نعم، لأنّ الإسلام قد وضع هذه المبادئ قبل 1400 سنة. لكننا لا نؤيد حكومة علمانية تفصل الدين عن المجتمع".

كيرين: أنتم في الشرق الأوسط تعملون على إقامة الخلافة، ولكن ما هي أهدافكم في الدنمرك؟

فريجة: "نريد أن نحافظ على هوية المسلمين، لذلك فنحن ضد تذويب المسلمين في المجتمع الدنمركي. ولكن هذا لا يعني أنّه لا يجب أن يكون لدى المسلمين تعاون مع غير المسلمين، ولكن نحن ضد أن يُفرض على المسلمين في الدنمرك نمط حياة معين". مشيرا إلى التنديد بالضمان الاجتماعي مؤخرا والحملة الوزارية ضد الرقابة الاجتماعية على أسر الأقليات. وتضيف أنّه بحسب شادي أنّ هناك اهتماما متزايدا بحزب التحرير بسبب الربيع العربي، حيث قال: "هناك استياءً من الحكام العرب ومن الأزمة الاقتصادية واقتصاد السوق في الغرب كله، ونحن أيضا لاحظنا اهتماما كبيرا بحزب التحرير بين الدنمركيين الذين دخلوا في الإسلام".

وأضاف إعجاز أحمد: "لقد أظهرت الثورات في الشرق الأوسط أنّ الناس يريدون الإسلام، وأنّ هذا سيسهل الطريق إلى دولة الخلافة التي نسعى لها". ويقارن إعجاز بين الأوروبيين في القرن الثامن عشر والمسلمين فيقول: "إذا ما قارنا أوروبا اليوم بأزمتها الاقتصادية بأوروبا في القرن الثامن عشر، نستطيع أن نقول أنّ أوروبا كانت في تقدم وأنّ المسلمين كانوا في تأخر، أما اليوم فإنّ الذي يحدث هو العكس.

أما الياس فقد علّق بالقول: "عندما تم بيع "كارل ماركس داس كابيتال" كان هناك إشارة إلى أننا بحاجة إلى بعض الإجابات. الإسلام يقدم جميع الحلول للمشاكل الاقتصادية الحالية والإجتماعية".

كيرين: إذا كنتم تنتقدون القيم الديمقراطية، فلماذا تعيشون وتعملون في الدنمرك؟

فريجة: "إنّ هدفنا الرئيس هو الحفاظ على الهوية الإسلامية وتقويتها في الدنمرك، ونحن كمسلمين في الدنمرك جزء من جالية تنتمي إلى الأمة الإسلامية، وعلينا واجب مهم لتقديم نظرة عن الإسلام لعامة الناس في الدنمرك".

9/1/2012