نشر موقع "بوليتيكس" يوم الثلاثاء الموافق 7/6/2011 مقالا تحت عنوان، حزب التحرير يقول أن هذا عداءً مفتوحا وسافرا ضد الإسلام، للممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا تاجي مصطفى، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا المقال يأتي في سياق الردّ على إعلان رئيس الوزراء البريطاني عن النهج الجديد المتشدد الذي سيتعامل به مع مسلمي بريطانيا لمعالجة ما سماه التطرف، حيث جاء في الرد أن تاجي مصطفى يرفض النهج الذي يتبعه التحالف الاستعماري، حيث قال: "إن هذه السياسة لا علاقة لها بالأمن، بل لها علاقة بفرض مجموعة من القيم على جالية لأنها ببساطة لا توافق النموذج الليبرالي العلماني".
وأضاف مصطفى قائلا: "بعد تفجير أفغانستان وباكستان، هل لا زال السيد كاميرون يتوقع أن الناس يصدقون خداع بليير التي تنص على أن العقيدة الإسلامية هي سبب التهديد الأمني للمملكة المتحدة؟ إن معظم المراقبين قد تخلوّا عن هذه النظرة العالمية السخيفة، لكن لا زال بعض السياسيين والمفكرين الأنانيين والأكاديميين يروّجون لها".
وقال: "إنّ هذه الحكومة الليبرالية المحافظة قررت أن تلعب دورا عدائيا سافرا ضد الإسلام، بتهديدها بقطع التمويل عن بعض الجماعات، من أجل فرض تعريف كاميرون للقيم البريطانية وإجبار المسلمين على ترك أي قيم إسلامية تصنفها الحكومة على أنها متطرفة".
وذكّر قائلا: "إنه من الجدير بالذكر أن تعريف حكومة بليير وبراون للتطرف شمل الاعتقاد بوجوب حكم العالم الإسلامي بنظام الخلافة الإسلامية والقيم الإسلامية المتعلقة بأصل العلاقة بين الرجال والنساء والآراء المتعلقة بمقاومة الاحتلال الغربي في العالم الإسلامي".
ووجّه مصطفى رسالة إلى المسلمين في بريطانيا قائلا: "رسالتنا إلى الجالية الإسلامية: دعوا الحكومة تحتفظ بأموالها ولنحتفظ نحن بقيمنا الإسلامية، إنّ هذه الجالية قد بنت آلاف المساجد والأعمال والمدارس من غير تمويل حكومي، بل كان من خلال المبادرة والعمل الجاد وعون الله سبحانه وتعالى، لا يمكن لأي تمويل حكومي مهما بلغ أن يعوضنا إذا تخلينا عن مبادئنا وقيمنا الإسلامية، إن جاليتنا ستظلم نفسها وستدمر عقودا من العمل الجاد إذا عملت ما يريده كاميرون وحكومته؛ من تقديم الولاء والإخلاص له على الولاء والإخلاص للأمة الإسلامية، وأن نشعر بالسعادة والفخر عندما يأمر القوات البريطانية بقتل المسلمين في الحروب الاستعمارية، وان نبقى صامتين عندما يتعارض قمع وظلم الأمة مع مصالح السياسة الخارجية البريطانية".
وأضاف، "في الوقت الذي كان الناس في الغرب يتساءلون عن النظام الاقتصادي الرأسمالي وعن الاستثمار الغربي الاستعماري المدمر حول العالم وعن ثقافة الشباب الجنسية وعن انهيار الحياة الأسرية وعن زيادة السلوك العدائي واللااجتماعي، هل يتوقع السيد كاميرون أنّ المسلمين في بريطانيا وأماكن أخرى أن لا يتطلعوا إلى إجابات من الإسلام من شأنها أن تناسب جاليتهم بل والعالم اجمع؟.
وقال مذكّرا: "إنّ حكومات الشرق الأوسط ولسنوات عديدة قبلت بالأموال الأمريكية والبريطانية لتحدّ من تعاظم القيم الإسلامية وتامين المصالح الغربية، أما الآن فهذه الحكومات تجني ردا من شعوبها المضطهدة والمستغلة، والآن يبدو أن السيد كاميرون يأمل في إعادة هذا النهج الاستعماري البغيض للجاليات الإسلامية في بريطانيا، إنّ على الجالية الإسلامية رفض مثل هذه العروض للمساومة على قيمنا الإسلامية كشرط للمواطنة، بدلا من ذلك علينا العمل بجد للمحافظة على القيم الإسلامية والتمسك بها والتعامل مع الناس في المجتمع على أساس هذه القيم النبيلة".
12-6-2011م