بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
عملية أبوت أباد
لقد كانت إدارة عملية قتل أسامة بن لادن من قبل الولايات المتحدة والسلطات الباكستانية على النحو الذي تمت فيه في مدينة أبوت أباد وليس في جبال تورا بورا أو في كهوف أفغانستان، تحمل الكثير من الدلالات حول السياسة الأميركية المقبلة في المنطقة وخاصة بالنسبة لباكستان.
فقد كان الغرض من اغتيال ابن لادن من منزله في أبوت أباد، والذي يبعد أقل من كيلومتر واحد عن أكاديمية الجيش الباكستاني هو تحقيق الأهداف التالية :
1. ليثبتوا للعالم وللأمريكيين بشكل خاص بأنّ غزو أفغانستان قد حقق هدفه.
 2. إعلان النصر حتى يتمكن أوباما من انجاز وعده بسحب جزئي للقوات الأمريكية من أفغانستان، دون أن تظهر خسارتها في الحرب.
 3. لتحويل انتباه العالم نحو باكستان، واعتبارها المفرخ الحقيقي للإرهابيين.
 4. لإيجاد عرف عام بأنّ الولايات المتحدة يمكنها أن تعمل في كل باكستان دون موافقة مسبقة من الحكومة الباكستانية أو الجيش.
 5. أمريكا تريد كسر إرادة المسلمين الباكستانيين، يريدون لهم إلى جانب حكامهم القبول الصريح بأنهم العبيد وأن لا مانع لديهم من الاستمرار في قبول إملاءات الولايات المتحدة.
 وقد ساق بعض المراسلين والمحللين السياسيين في وسائل الإعلام حججهم الرئيسية في قبول إملاءات أمريكا وهي:
 •أ‌- نأخذ المساعدات من الولايات المتحدة ولا يوجد لدينا أي خيار سوى إتباع الولايات المتحدة.
 •ب‌- أمريكا قوية جدا ونحن لا نستطيع تحمل استعدائها وإلا فإن مصيرنا سيكون مثل مصير أفغانستان.
ويجري الترويج لنفس الحجج من المؤسسة العسكرية ورئيس القوات الجوية المارشال "راو قمر سليمان" لترويع الجماهير والتغطية على خيانات القادة.
بعد الإفراج عن ريموند ديفيس كانت عمليه أبوت أباد ضربة جديدة وقوية للقيادة العسكرية في البلاد، فقد كان من الواضح أنّ الولايات المتحدة لم يمكنها تنفيذ هذه العملية من دون تواطؤ من قائد الجيش، كما لا يمكن للولايات المتحدة المخاطرة بعشرات من "مغاوير البحر" من النيران الصديقة الباكستانية ما لم تكن حاصلة على الضوء الأخضر من القيادة الباكستانية.
وعلى الرغم من الشكوك التي أثيرت حول العملية، من مثل ترك الولايات المتحدة ل "زوجات وأطفال" أسامة بن لادن ما جعل الناس يعتقدون أنه لم يكن هناك هدف ثمين، فالولايات المتحدة لم تحترم في الماضي أفراد الأسر الأبرياء من المجاهدين العرب العاديين، فكيف يمكن أن تترك وراءها ما يمكن أن يكون منجم ذهب من المعلومات، وعلى رأس كل ذلك فأنها لم تُظهر أية أدلة على حيازتها لجثة أسامة بن لادن.
على الرغم من ذلك إلا أنّ هذه الحادثة قد عرّت القيادة العسكرية العليا والتي لطالما اختبأت وراء القيادة السياسية الفاسدة من أمثال زرداري، ولم يتمكنوا من تفسير سبب سماحهم لهذه الدراما في أبوت أباد والتي شكلت استهتارا وانتهاكا لسيادة باكستان، وقد أدى هذا الغضب الهائل بين ضباط الجيش الباكستاني إلى حد أنّ قيادة فيالق الطوارئ أصدرت بيانا قالت فيه "إنّ مثل هذه المغامرة في المستقبل يمكن أن تؤدي إلى إعادة النظر في دور باكستان في الحرب على الإرهاب"، فقفزت وسائل الإعلام بشأن هذه المسألة وكشفت قائد الجيش برويز كياني والمدير العام للاستخبارات الباكستانية أحمد شوجا باشا، فبدت قيادة الجيش ضعيفة جدا لدرجة أنّه ولأول مرة اضطروا إلى دفع التظاهرات في المدن الرئيسية في باكستان لدعم الجيش ووكالة الاستخبارات الباكستانية، وعلاوة على ذلك، فقد أعطت تصريحات خدمات العلاقات العامة المشتركة صورة واضحة عن المشاعر داخل الجيش، حيث قالت إنّ كياني "كانت له مشاعر شخصية بارزة لقدوم جون كيري، حيث تمركزت المباحثات حول ملف الجيش الباكستاني والشعور بالغضب بين صفوف الجيش بسبب حادث أبوت أباد"، حتى أن الصينيين لم يظلوا صامتين بل أصدروا بيانا تهديديا قالوا فيه: الصين تحذر بعبارات لا لبس فيها أنّ أي هجوم على باكستان هجوما على الصين".
وقد وصل الغضب في الشارع ضد الولايات المتحدة وعملائهم السياسيين والعسكريين إلى الذروة، ومرة أخرى تواجه وسائل الإعلام والمحللون السياسيون طريق مسدود، فباكستان تغلي والدخان المتصاعد على استعداد لإحداث التغيير، والشيء الوحيد الذي بقي هو أنّ على المخلصين من الناس توجيه الضربة النهائية لهذا النظام.
أيها الضباط المخلصون في القوات المسلحة،
إنّ هذا هو الوقت الذي تتطلع فيه الأمة لكم، فانهضوا وكونوا أنصار الإسلام وحولوا باكستان كما المدينة المنورة، وسلموا مقاليد السلطة إلى القيادة المخلصة من حزب التحرير حتى يتمكنوا من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وتحقيق العزة لهذا الدين ولأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نفيد بوت
الناطق الرسمي لحزب التحريرفي باكستان
24 من جمادى الثانية 1432
الموافق 2011/05/27م
منقول عن المكتب الإعلامي المركزي