التاريخ الهجري     04 من جمادى الثانية 1432                                                                          رقم الإصدار:  
  التاريخ الميلادي     2011/05/07م
 
أيها المسلمون في سوريا: اصبروا وصابروا ويمموا وجهكم شطر إقامة الخلافة
فالنظام السوري البائس يشهد سقوطاً مريعاً
 
حاصر النظام السوري درعا منذ 25/4 بالدبابات ثم انسحب منها إلى غيرها ضمن خطة تهدف إلى القضاء على الثورة ضده عبر محاصرة مناطق الاحتجاجات منطقةً منطقة، وتنظيفِها من رؤوس الاحتجاجات في جوِّ إرهابِ أجهزته الأمنية، حيث قام بمحاصرة المنطقة وقصفِها بالدبابات وقطعِ الماء والكهرباء والاتصالات عنها بما يحقق العزل، ثم اقتحامها وتفتيش بيوتها (زنقة زنقة) وبيتاً بيتاً، والقبض على من كان سنُّهُ دون الأربعين سنة، ثم ممارسة التحقيقات الأمنية القاسية والمهينة جداً معهم، ثم الإبقاء على رؤوس الناشطين والإفراج عن الآخرين بعد أن يكون قد اطمأن أنه أكل عزيمتهم وكسر إرادتهم وزجر غيرهم بهم... هذا ما فعله النظام السوري في درعا، ويريد تكراره في بانياس ثم في حمص و...
 
على هذه الطريقة أراد النظام بكل أركانه أن يحلَّ مشكلته مع شعبه، والذي يضايقه كثيراً أنه يطالب بحقوقه والتي من أبسطها أن يرحل عنه. إن هذا النظام يتصرف مع شعبه بإرادة قهريّةٍ جبرية، يتصرف وكأنه يقول لهم أنا ماضيكم وحاضركم ومستقبلكم الذي لا فكاك عنه، ومن أراد غير ذلك سأجعله يدفع الثمن غالياً وليس أقَّلها روحُه. إذ إن الذين يقتلهم النظام ويفرِّط بدمائهم يرفض تسليم جثثهم إلى أهاليهم إلا بعد توقيعهم على أن الذي قتل أبناءهم وإخوتهم هم المندسّون وبعد تعهدهم بالتظاهر تأييداً للنظام... كل هذا من أجل أن يزيد البطش والتنكيل بشعبه.
 
هذا ما يفكر به النظام ويخطط له وينفذه لتستمر مأساته مع شعبه وتزيد، فكيف يجب أن يواجهه شعبُه المثلوم بأبنائه وإخوته؟
 
إن الناس، كلَّ الناس، ثبت أنهم يقفون وقفة رجل واحد بجرأة وثبات وصبر وإصرار يزيد على إصرار النظام على قمعهم. وسيدرك النظام أن مَنْ هم خارج الاعتقال لا يقلون في رفضهم ومواجهتهم له عمّن جرى قتلهم واعتقالهم، وسيتحقق أنه عاجز عن ثني عزيمتهم واحتواء غضبتهم... وفي الوقت نفسه على الناس أن يحرصوا على التحرك السلمي القوي، وأن يدعوا أبناءهم من الجيش (ضباطاً وأفراداً) لأن يوجدوا حالة رفض لإطلاق النار على أهاليهم، وأن ينظموا قواهم لاستلام الحكم من العصابة المجرمة التي تحمي (إسرائيل) وتجبرهم على قتل أهاليهم وتسليمه لمن يقود الناس القيادةَ الرشيدة على أساس الإسلام.
 
هذان الخطان، الناسُ بتحركهم السلمي، والجيشُ بتحركه العسكري، يجب أن يسيرا مع بعضهما في مواجهة النظام من منطلق الإسلام وحده. فالظلم من النظام إذا كان يعمّ جميع الشعب السوري بكل طوائفه، حتى بما فيهم طائفة النظام، فإن العلاج محصورٌ بالإسلام وحده، فهو دين الله الحق، الذي يجب أن يحكم المسلمون به ويقيموا حياتهم على أساسه، ويرعوا شؤون الناس جميعهم، مسلمهم وغير مسلمهم به حق الرعاية... فإذا لم يكن الناس مع الجيش من جنسٍ واحد منطلقهم الإسلام فلن يحدث تغييرٌ يذكر، بل سيحدث مثلما حدث في كل من تونس ومصر التي لم تقطع الغاز عن ألدِّ أعداء الأمة (إسرائيل). ولعل من أدلّ دلائل عدم الجدية في التغيير في هذين البلدين أنه لم يُنجِد أيٌّ منهما لا كدولة ولا كشعب جارهما الذي يقع بينهما وهو الشعب الليبي... وتركوه للقذافي الذي يتشبه به بشار في الإجرام بحق شعبه.
 
إن هذا النظام البائس، الذي يشهد سقوطاً مريعاً، يريد البقاء ولو على جثث الناس. إنه ينفذ خطته هذه أسبوعاً أسبوعاً ليحتوي خروج المتظاهرين عقب كل صلاة جمعة. فإن نجح مخططه استمر به خلال الأسبوع وإلا فسيلجأ إلى خطة أخرى، أما كيف سيعرف الناس أن النظام بدّل خطته أم لم يبدلها، فعليه أن ينتظر الخميس من كل أسبوع فإن ظهر فيه بشار على شاشة التلفزيون ليعلن أنه يريد أن يلغي المادة الثامنة من الدستور التي تفيد أن حزب البعث هو القوّام على الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية كلها في البلاد، فمعنى ذلك أنه لجأ إلى ذلك مكرهاً؛ وذلك لعدم انصياع الناس لقهره الذي مارسه عليهم، وإن لم يظهر فمعنى ذلك أنه لا زال يراهن على نجاح خطته وسيستمر بواسطة أجهزته القمعية في عملية القمع. هذا هو حال النظام البائس مع شعبه المقهور المظلوم.
 
أيها المسلمون في سوريا
إن الإسلام هو الحل، وإن الحل في الإسلام لا يكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة التي تحسن تطبيق أحكام الشرع على جميع الرعايا؛ مسلمين وغير مسلمين، فلا تغيير حقيقياً إلا بذلك، وإن أي تغيير على مجرد تغيير الأشخاص دون تغيير الدستور يعتبر تغييراً شكلياً آنياً قابلاً للعودة إلى ما كان عليه في السابق من الظلم والقهر وحرمان الناس من أبسط قواعد الحياة ولو بعد حين، وإن أي تغيير لا يقطع يد الأجنبي عن التدخل في بلاد المسلمين سيُبقي حياتنا على ما هي عليه الآن، إذ إن هذا الأجنبي الغربي الرأسمالي الكافر هو من أوجد هذه الأنظمة الحاكمة الظالمة وحماها وأكل خيرات الناس عن طريقها، فالغرب هو رأس الأفعى والحكام هم ذنبها.
 
أيها المسلمون في سوريا
إن الإسلام يناديكم فهل أنتم مستجيبون لله ولرسوله لنصرة دينه بإقامة الخلافة الراشدة لتكون عقر دار المؤمنين كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ألا فاستجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم. هذا ما يدعوكم إليه حزب التحرير فاستجيبوا لدعوته الصادقة قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
 
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية سوريا
للمزيد من التفاصيل