التاريخ الهجري     21 من محرم 1432
التاريخ الميلادي     2010/12/27م
رقم الإصدار: 1432 هـ / 7 
التعاون الإيراني - الأفغاني يخدم الاحتلال الأمريكي
 
قام النائب الأول للرئيس الأفغاني الجنرال محمد فهيم يوم أمس بزيارة إلى طهران، التقى خلالها بكبار المسئولين الإيرانيين، وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي جدّد "دعم بلاده للحكومة الأفغانية"، كما التقى وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي، الذي صرح أثناء اللقاء أن "تعزيز الجيش الأفغاني هو بمثابة تعزيز الجيش الإيراني"، وأكّد على "استعداد بلاده لتقديم خبراتها وقدراتها لتطوير الجيش الأفغاني". بدوره أشار الجنرال فهيم إلى أن "الدور الذي تؤديه إيران في إحلال الأمن الإقليمي والتعاون واستقرار الوضع الأمني في أفغانستان مهم وممتاز"، مؤكداً "ضرورة التعاون العسكري بين البلدين"، وأعلن أن طهران سمحت بمرور 1600 شاحنة وقود إلى أفغانستان، وذلك بعد تعرض إمدادات قوات حلف الأطلسي من الوقود عبر باكستان للهجوم المتكرر!
 
تأتي هذه الزيارة تطبيقاً للتوجه الجديد لدى الإدارة الأمريكية بإعطاء النظام الإيراني دوراً رسمياً أكبر في تقوية حكومة كرازاي العميلة، ودعمها سياسياً ومالياً واقتصادياً وأمنياً عسكرياً. فقد جاءت زيارة الجنرال فهيم لطهران لمباشرة التعاون العسكري والأمني الذي وعد النظامُ الإيراني أمريكا وحلفاءها بتقديمه أثناء قمة مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بأفغانستان التي عُقدت في تشرين الأول الماضي في روما، حيث ناقشت القمة (انتقال المسئولية الأمنية إلى القوات الأفغانية). وتُوْلي إدارة أوباما أهمية فائقة للدور الإيراني في تدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانية، بحيث تتولى هذه القوات مهمة قتال المقاومة الأفغانية بالنيابة عن الاحتلال، وتقوم بتحويل المعركة إلى قتال داخلي أفغاني بمشاركة إقليمية. وبذلك تتمكن أمريكا من وقف نزيف قواتها، ووقف انهيار دعم حلفائها، الذين يتداعون للانسحاب تباعاً، كما تغطي فشلها من خلال "انسحاب مشرف"، فتحوّل وجودها في أفغانستان من احتلال ظاهر بغيض، يوشك على الاندحار الذليل، إلى احتلال خفي عبر "خبراء ومستشارين" وقواعد عسكرية موجودة بناء على "اتفاقيات أمنية" وقعتها "حكومة ديمقراطية منتخبة"! ومن جانب آخر، يتمكن الرئيس الأمريكي أوباما من إعلان "الانسحاب" من أفغانستان قبل بدء الانتخابات الرئاسية.
 
إن التعاون العسكري بين النظام الإيراني وحكومة كرازاي لن يتوجه -كما يأمر الإسلام- ضد الاحتلال الأمريكي وقوات حلف الأطلسي، الذين يسفكون دماء المسلمين من النساء والأطفال والشيوخ. بل هو تعاون عسكري مع حكومة عميلة نصبها الاحتلال، ومظاهِرة للكافرين على المسلمين الذين يقاومون الاحتلال! وقد فعلها النظام الإيراني من قبل في العراق.
 
فإلى متى يظل الكافر المستعمر يخترق هذه الأمة ويحتل بلادها ويمزق وحدتها عبر أدواته من حكام المسلمين؟ والى متى يستمر النظام الايراني في مخادعة الأمة الإسلامية برفعه شعارات إسلامية بينما هو يخدم السياسة الاستعمارية الأمريكية؟
 
قد يستطيع النظام الإيراني خداع بعض الناس السذج لبعض الوقت، ولكنه لن ينجح في خداع الواعين من أبناء الأمة.
 
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
 
للمزيد من التفاصيل