بيان صحفي
إعلان نتيجة تحري هلال شهر رمضان المبارك لعام 1439هـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ ومَن والاه، ومَن تبعَهُ فترسَّمَ خُطاه؛ فجعلَ العقيدةَ الإسلاميةَ أساساً لفكرتِهِ والأحكامَ الشرعيّةَ مِقياساً لأعمالِهِ ومَصدراً لأحكامِهِ أمّا بعد،
أخرجَ البُخاريُّ في صحيحِهِ مِن طريقِ محمدِ بنِ زيادٍ قال: سمعتُ أبا هريرةَ رضي اللهُ عنه يقول: قال النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلّمَ أو قال: قال أبو القاسمِ صلى الله عليه وآله وسلم: «صُومُوا لِرُؤيتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُـبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ».
وبعدَ تحرّي هلالِ رمضانَ المُباركِ في هذهِ الليلةِ ليلةِ الأربعاء فإنّها لمْ تَثْبُتْ رؤيةُ الهلالِ رؤيةً شرعيةً وعليهِ فإنَّ غداً الأربعاء هو المُتمِّمُ لِشَعبانَ إنْ شاءَ اللهُ وسيكونُ بعدَ غدٍ الخميس هو أوّلَ أيّامِ شهرِ رمضانَ المبارك.
أيها الأحبة:
يظلنا هذا الشهر الفضيل المبارك ونحن نشهد تداعي أمم الكفر علينا، ومعهم حكام سوء من بني جلدتنا يسارعون في مؤازرتهم في مكرهم ضد الإسلام وأهله، ما يذكرنا بالحديث الصحيح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ» فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
إلا أننا أيضا نعلم أن رمضان هو شهر الصبر، والصبر مفتاح الفرج، ونستحضر ما رواه البخاري رحمه الله: عن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: «شَكَوْنَا إِلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُو مُتَوسِّدٌ بُردةً لَهُ في ظلِّ الْكَعْبةِ، فَقُلْنَا: أَلا تَسْتَنْصرُ لَنَا أَلا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: قَد كَانَ مَنْ قَبْلكُمْ يؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ لَهُ في الأَرْضِ فيجْعلُ فِيهَا، ثمَّ يُؤْتِى بالْمِنْشارِ فَيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجعلُ نصْفَيْن، ويُمْشطُ بِأَمْشاطِ الْحديدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعظْمِهِ، مَا يَصُدُّهُ ذلكَ عَنْ دِينِهِ، واللَّه ليتِمنَّ اللَّهُ هَذا الأَمْر حتَّى يسِير الرَّاكِبُ مِنْ صنْعاءَ إِلَى حَضْرمْوتَ لاَ يخافُ إِلاَّ اللهَ والذِّئْبَ عَلَى غنَمِهِ، ولكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
فهذا وعد الله بالتمكين والنصر لدينه ولو بعد حين، وما علينا إلا الصدق مع الله والصبر والثبات في طاعته مستبشرين بتحقيق وعد الله دونما ريب أو تلجلج. وما كان الله ليخلف وعده فهو الحق ووعده حق.
وإننا في حزب التحرير لنهيب بالأمة الإسلامية جمعاء، أن تتخذ الموقف الجلل، الذي يُرضي ربها، ويُبرِئُ ذمتها، ويخلّصها، من هذا الإثم الكبير، والتآمر العظيم. موقفاً يزيل الرجس عن كاهلها، ويعيد العزة إلى ربوع بلادها...
فنهيب بالمسلمين أن يضعوا أيديهم المتوضئة بأيدينا في حزب التحرير الذي يخوض صراع الفكر وكفاح السياسة المحتدم، فيكشف خطط الغرب الماكر، ويوضح لكم طريق الإسلام المستقيم، لعل الله يكتب على أيدينا وأيديكم نصراً وتمكيناً، بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولعل الله يكتب على يدي أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرّشتَة فتحاً مبيناً، فتبايعونه خليفة لكم على كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتقيمون بدولة الخلافة وفيها شرع الله الحنيف، وتحملون دعوة الإسلام مشعل هداية للبشرية جمعاء.
ويا ضباط جيوش المسلمين، اعلموا أن الله ناصر دينه إن لم يكن على أيديكم فعلى أيدي مخلصين غيركم يشرفهم بكرامة نصرة دينه، فلا يفوتنكم هذا الشرف العظيم فانحازوا إلى صف الأمة تفوزوا بمرضاة الله وعز الدنيا والآخرة.
كما ويَسُرُّني أن أنقل تهنئتي وتهنئة رئيسَ المكتبِ الإعلاميِّ المركزي لحزبِ التحريرِ وجميعَ العامِلينَ فيه إلى أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة وجميع المسلمينَ بهذا الشّهرِ الكريم، سائلينَ اللهَ سبحانَهُ أنْ يجعلنا مِنْ عُتقاء شهرِ المغفرةِ والخَيْرات، كما ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا ليلةَ القَدْرِ وأن يمُنَّ علينا بأجْرِها...
اللهمَّ ربَّ السماواتِ والأرضِ شَرِّفْنا ببيعةِ خليفةِ المسلمينَ في الخلافةِ الراشدةِ الثانية على منهاج النبوة، قريباً عاجلاً غير آجل...
اللهمّ آمينَ آمينَ آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليلةَ الأربعاء، المتمم لشهر شعبان، لسنة ألفٍ وأربعِ مئةٍ وتسع وثلاثين للهجرة.
الدكتور عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير