شباب حزب التحرير في شمال قطاع غزة يعقدون ندوة فكرية بعنوان "نحو دستور إسلامي مستمد من الكتاب والسنة"
ضمن فعاليات الحملة التي أعلن عن انطلاقها حزب التحرير-فلسطين في قطاع غزة بعنوان (أإله مع الله؟!) نظم شباب حزب التحرير في شمال قطاع غزة ندوة فكرية بعنوان "نحو دستور إسلامي مستمد من الكتاب والسنة"، وذلك مساء يوم الأحد 23/2/2014 في شمال قطاع غزة.
وقد ابتدأت المحا ضرة بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم، ثم تفضل الأستاذ أبو محمد السعيد، بإلقاء المحاضرة حيث ابتدأ بتقرير أن الدساتير المطبقة في العالم الإسلامي ليست دساتير إسلامية فكلها منبثقة عن الأساس الرأسمالي في فرضها على شعوب مسلمة، بل إنها وبحسب وصفه ليست دساتير مبدئية ولا غير مبدئية فهي خليط غير متجانس من ناحية كونها لم تبن على أساس فكري واضح، وفي نفس الوقت لا تعبر عن ثقافة الأمة التي تحكمها بل "أنها تناقض مبدأ الإسلام" الذي هو مبدأ الأمة.
ثم استعرض واقع الدساتير الحديثة والتقنينات القانونية لها، مصنفا إياها بالتقنين اللاتيني والتقنين الجرماني والتقنين الديمقراطي الذي يقوم على مبدأ الفردية في وصف المجتمع بكونه أفرادا وعلى أفكار السيادة للشعب وضمان الحريات، في محاولة توفيقية بين حرية الفرد ومصلحة الجماعة.
ثم بدأ في نقض هذه الأسس موضحا أن الإنسان لا يمكنه الإحاطة بحاجات الإنسان المختلفة والمتجددة، مما يدفع في حالة سنه للتشريعات إلى حالة من الضنك والشقاء، وبالتالي استمرار تعديل وصياغة القوانين مما ينتج عنه عدم رسوخ وعراقة الدساتير القائمة.
أما مسألة "أن الشعب مصدر السلطات"، فقد اعتبرها المحاضر لفظا إنشائيا خياليا غير واقعي في معترك الحياة، حتى عند الديمقراطيين، فالسلطة التشريعية، إنما تتمثل في الفقهاء والقانونيين، وتباشر من اللجنة القانونية، ومقرر اللجنة القانونية في البرلمان "حتى يتأتى تقرير النظام من واحد ومناقشته من عدد محدود للنقد، وبيان الخطأ، ويعرض على البرلمان، لا لوضعه، ولكن لإقراره، ويحصل حينئذ نقده من أشخاص، ويصار إلى جعله قانونا من البرلمان، وحقيقته أن الذي وضعه شخص، وناقشه عدد محدود فيكون قد سن القانون بضعة أفراد، لا الشعب ولا البرلمان".
أما من ناحية السلطة القضائية فقد اعتبرها بيد الحكومة لا بيد الشعب، ثم استعرض لمناقشة مبدأ الحريات والتي تم تقييدها مما يعني فعليا مناقضة فكرة الحريات الغربية، مما جعل المحاضر يعتبر أن الديمقراطية فكرة فرضية أكثر منها واقعا يمكن تطبيقه. منتقدا في نفس الوقت النظرة للمجتمع على أنه مجموعة من الأفراد فقط، فهو أفراد وعلاقات نشأت عن أفكار ترسخت بين الناس.
ثم أفتتح بعدها مجال النقاشات والأسئلة، حيث تم التركيز في كثير من النقاشات على دستور الخلافة والذي نشره الحزب في الآونة الأخيرة في الأوساط المؤثرة من خطباء وقانونيين ومؤثرين، حيث أشاد الحضور بهذا الدستور، وأثروا في نقاشهم بعض المواد والنقاط فيه، كما أشاد الحضور بالحملة التي نظمها الحزب معتبرين أنه كلما ظهر التصحر والجفاف الفكري كلما جاء الحزب بغيث لهذه الأوضاع مصححا ومثريا، بينما اعتبر المحاضر أن الدساتير التي وضعت بعد الثورات ليست دساتير إسلامية كونها جاءت على أساس أن السيادة للشعب وليس للشرع وان حاول البعض وضع بعض القواعد القريبة من الشرع.
{imagonx}014/2/jab{/imagonx}
24/2/2014