عقد شباب حزب التحرير في مدينة غزة أمسية حوارية بعنوان "حراك الأمة بين الانعتاق والتبعية" وذلك مساء يوم الأحد 27/10/2013.

وقد عقدت الندوة في ديوان أل أبو حصيرة  الكرام، حيث ابتدأت بكلمة افتتاحية شكرت العائلة الكريمة ووجهائها على استضافة الندوة، وشكرت الحضور.

ثم ألقى الأستاذ حسن المدهون كلمة قصيرة حول مفهوم التبعية والانعتاق، حيث بين في سياق كلمته معنى أن التبعية معناها الاعتماد السياسي والفكري على الدول الأخرى والانحياز لسياسات الدول الكبرى، بينما الانعتاق يعني الاعتماد على الذات وعلى قيم الأمة وأفكارها في إقامة نظام الحكم والسياسة الداخلية والخارجية، معتبرا في سياق حديثه أن أصل الانعتاق يكون بالانعتاق الفكري وهذا يتمثل بالرجوع إلى الإسلام الخالص النقي وبناء الدولة والمجتمع على أساسه، والتحرر من كل الأفكار والنظم الغربية والشرقية الدخيلة.

وقد استعرض نماذجا من التبعية الفكرية منها التناقض بين من يدعون إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والغربية بينما لا يقاطعون الأفكار الغربية المتمثلة بالمناداة بالدولة المدنية وبالديمقراطية.

واستعرض في كلمته عددا من المفارقات معتبرا "انه لا يصح الدعوة لتحرير فلسطين كلها ثم القبول بالحل الأمريكي المسمى حل الدولتين، أو أن نعلم أبنائنا أحكام الإسلام ثم تعلمهم وكالة الغوث منهج حقوق الإنسان كمرجعية عن العقيدة الإسلامية، أو نطالب بتحرير فلسطين ثم يطالب بعض أهلها بإيجاد قوات دولية في منطقة الغور أو غيرها، أو نطالب برفع مكانة المرأة في فلسطين وهي الأم التي أنجبت الأبطال والمجاهدين وهي الزوجة التي حفظت مكان زوجها وهو في الأسر ثم نسمح بأن تنادي الجمعيات المدعومة من الغرب بأن تصبح نساء فلسطين مثالا للمخرجة السينمائية أو الممثلة كما حدث مؤخرا، ولا يعقل أن نبتهل إلى الله بالنصر والتمكين ثم تتعلق قلوبنا بمبادرات كاثرين آشتون أو المبعوثين الأمريكان، ولا يقبل أن يدوس الأمريكان بقدمهم على ديمقراطيتهم فيما لا يزال البعض ينادي في مصر بالشرعية الديمقراطية بدلا من الدوس عليها وعلى الأفكار الأمريكية بقدمين اثنتين".

ثم تحدث الأستاذ أبو محمد السعيد في كلمته حول أسباب حراك الأمة وشعورها بالفرق وزيادة الهوة بين الحاكم والمحكوم، ضاربا الأمثلة بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بوصفه حاكما، وكيف انه كان يجوع مثله مثل المسلمين من رعاياه بل أكثر منهم، وكيف أنه لم يستأثر بالثروات ولم يظلم أحد، وان ما يجري هو حصاد طبيعي لظلم تلك الأنظمة التي لم تحكم بالإسلام، داعيا إلى ضرورة توجيه الحراك في بلاد الثورات إلى إعادة الخلافة التي تحقق العدل وتحقق الانعتاق من تبعية الغرب الكافر الذي يدعم هؤلاء الحكام ويسرق ثروات الأمة من خلالهم.

ثم افتتح باب الحوار والنقاش الذي شمل عددا من القضايا منها طريقة حزب التحرير في التغيير وإقامة الخلافة، وواقع فلسطين ودور الحزب فيها، وقضية الدعوة إلى تحريك الجيوش لإزالة كيان يهود.

وفي الختام توجه شباب الحزب بالشكر الجزيل للعائلة الكريمة ولعموم الحضور والمناقشين.

28/10/2013