فيما يلي كلمة توضيحية ألقيت في مسجد عبد الرحمن بن عوف، اثر منع أجهزة السلطة القمعية شباب حزب التحرير في صوريف-الخليل من عقد ندوة لهم في ذكرى هدم الخلافة.
كان من المقرر أن يعقد شباب حزب التحرير- صوريف اليوم الجمعة 9\7 ندوة في منتزه صوريف بعنوان الدول الغربية تتأهب لمواجهة الخلافة و ذلك ضمن سلسلة الفعاليات التي يقوم بها حزب التحرير في ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية ليذكر المسلمين بفرضية العمل لإقامتها و يشحذ هممهم ويبشرهم باقتراب تحقق وعد الله و بشرى نبيه بعودة الخلافة على منهاج النبوة، إلا أن السلطة الفلسطينية والتي طالما أعلنت عن عدائها و محاربتها – كلما سنحت الفرصة- لكل عمل يؤدي إلى توحيد الأمة و تطبيق شرع الله وإقامة دولة الإسلام قامت بتوجيه التهديدات لصاحب المنتزه مما دفعه إلى إغلاق المتنزه .
أيها الناس:
في الوقت الذي تجمع فيه قوى الكفر على حرب الإسلام فتقتل المسلمين وتحتل بلادهم و تنهب ثرواتهم، وفي الوقت الذي يعلن ساسة الغرب عن عدائهم و محاربتهم للإسلام وأهله تقوم السلطة الفلسطينية بمنع ندوة تدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية فتضع بذلك نفسها في صف الغرب الذي يعادي الله ورسوله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حسبنا الله و نعم الوكيل. "
هذا وقد أثارت تصرفات السلطة الغوغائية امتعاض الناس فأطلقوا عبارات تفيد الغضب والحنق عليها لقيامها بمثل هذه الأعمال التي لا تخدم إلا الكفار.
وفيما يلي ملخص للمحاضرة التي منعت:
الدول الغربية تتأهب لمواجهة الخلافة
من السذاجةِ والجهلِ ذلكَ الرأيُ القائلُ بأنَّ الخلافة مجردَ حُلمٍ أو أنها ليست بفكرةً واقعية أو دولة قد عفا عليها الزمن، لأن التغيراتِ التي طرأت على وضعِ الأمةِ الإسلامية كأمةٍ واحدة، وحركةِ الشعوبِ والأممِ في البلدانِ الإسلاميةِ المختلفة، هي التي دفعت الساسةَ الغربيينَ للتصريحِ بخطرَ قيامِ الخلافةِ، وهوَ الدافعُ وراءَ رسمِ الإستراتيجياتِ المختلفةِ لإفشالِ مشروع الخلافة، وهو الدافعُ أيضاً وراءَ أجراءِ هذا الكَمِ الهائلِ من الدراسات والأبحاث حولَ دولةِ الخلافة، ومما لا شكَّ فيه إن وراءَ كلِّ تصريحٍ لسياسيٍ غربيٍ واقعٌ ملموسٌ للمصرحِ به، ووراء كل إستراتيجيةٍ تُرسَمُ لإفشالِ مشروعِ الخلافةِ عملٌ أكبرُ على أرضِ الواقعِ لهذا المشروع النهضوي، ووراءَ كل دراسةٍ أو بحثٍ حولَ دولةِ الخلافةِ واقعٌ مشخصٌ على الأرضِ لهذهِ الدراسةِ أو ذلك البحث.
بات بوكنان المستشارِ الأعلى لثلاثةٍ من رؤساءِ أمريكا السابقين (نيكسون، فورد، ريغان) ومرشحٍ سابقٍ للرئاسة الأمريكية وهوَ أيضاً صحفيٌ مشهورٌ كان قد كتبَ مقالاً عام 2006 بعنوان "الفكرةُ التي قد آن أوانُها" ويقصدُ بها فكرةَ الخلافة حيثُ قالَ في مقالتهِ، "فيما تضمحلٌّ المسيحيةُ وتموتُ في أوروبا، فإنَّ الإسلامَ ينهضُ من جديدٍ ليَهٌزَّ القرنَ الواحدَ والعشرين، كما فعلَ لقرونٍ كثيرةٍ ماضية " ويضيف "إنَّ الفكرةَ التي يقاتِلٌنا من أجلها مُعظمُ خصومُنا هي فكرةٌ قاهرةٌ، فهم يؤمنونَ بأنهُ لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله وأنَّ القرآنَ هو السبيلُ الوحيدُ للجنة، وأنَّ المجتمعَ ينبغي أن يُحكَمَ بالشريعةِ التي تُمَثِّلُ نظامَ الإسلامِ، ولقد أدركَ المسلمونَ بعد تجاربَ كثيرةٍ فاشلةٍ، أنَّ ملاذَهُمُ الوحيدُ إنما هو في إسلامِهِم ولا شيء سواه" وَيُقرُّ "إنه لا يوجَدُ قوةٌ مهما عَظُمت يُمكِنُ أن تَمنَعَ قِيامَ فِكرةٍ قَد آنَ أوانها".
و في العام 2005 نشرت رويترز واشنطن تقريراً لخبراءِ المجلسِ القوميِّ للبحوثِ التابع للاستخبارات الأمريكية CIA والذي شاركَ في إعدادهِ 1000 خبيرٍ خلال 30 مؤتمرٍ في خمسِ قاراتٍ، وَرَسَمَ التقريرُ السيناريوهاتِ المتوقعةِ بناءاً على الوقائعِ الجاريةِ لما ستؤولُ إليه الأوضاعُ الدوليةُ في الخمسةِ عشَرَ سنةٍ القادمة. وكان السيناريو الثالث، هو قيامُ الخلافة وكيفيةُ تعاملِ الولاياتِ المتحدةِ معها.
أما نائبُ رئيسِ مجلسِ الدوما(البرلمان الروسي) يرى في كتابةِ "روسيا.... إمبراطورية ثالثة" أنَّ العالمَ في طريقةِ لأن يتألفَ من خمسِ دولٍ كُبرى هي الصين، روسيا، كونفدرالية في الأمريكيتين، ودولة الخلافةِ الممتدة من جاكرتا إلى طَنجة وغالبيةِ أقاليم أفريقيا، والهندِ إذا تخلصت من النفوذِ الإسلاميِّ الذي يُحاصرها.
وقد صَرَّح الرئيسُ الأمريكيُّ السابق جورج بوش الابن في ثلاثِ مؤتمراتٍ صحفيةٍ في البيت الأبيض بتاريخ 11/6 و2/9 و 11/10 من العام 2006 قائلا يريدونَ إقامةَ دولةِ الخلافة كدولةِ حُكْم ويريدون نشرَ عقيدتهم من اندونيسيا إلى إسبانيا.
أيها المسلمون
إننا نحب الخير لنا ولكم، فقد أخرجَ البخاري عن إنسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحُّب لنفسه" فنحن نُحبُّ أن تشاركونا هذا الفضل العظيم، بالعمل لإقامة الخلافة فهي فرضُ رَبِّكم وَمَبعَثُ عزكم وقاهرةُ عدوكم. لذلك فإننا لا نريدُ أن نقول آزرونا أو أنصرونا وأعينونا فحسب بل نقولُ أعملوا معنا وشاركونا هذا الخير، فإننا مطمئنون بنصرِ الله وعونه، وقربِ بزوغِ فجرِ الخلافة من جديد، وإنَّ عزَّ الإسلامِ والمسلمين بإذن الله ليس عنا ببعيد، وإن هذا لكائنٌ بإذن الله مصداقاً لوعده سبحانَهُ لعبادة الصالحين. قال تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور:55)