اعتصم شباب حزب التحرير في العبيدية-منطقة بيت لحم- وبحضور حشد من المصلين أمام مسجد العبيديّة الغربيّ، الواقع على الشارع الرئيسيّ الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها، وذلك احتجاجا على قيام الأجهزة الأمنية بمنع شباب حزب التحرير أمس الجمعة مِن إلقاء محاضر كانت مخططة لهم في قاعة بلدية العبيديّة. وقد تمّ إلقاء كلمة في هذا الاعتصام، هذا نصها:
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
يقول الحق سبحانه وتعالى: " وقل جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا ".
 
أيها الناس: إنّ الصراع بين الحق والباطل كان وسيستمر ما دام في الأرض حق وباطل إلى أنْ يرث الله الأرض ومَن عليها، وإنّ الباطل مهما انتفش وانتفخ، فإنه يبقى يرتعد من الحق خوفاً، ولا يطيق مجرد سماع كلمة ِ حق. وقد حسم ربُنا سبحانه نتيجة هذا الصراع فقال:" وعَد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين مِن قبلهم، وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنا".
 
بالأمس كان شباب حزب التحرير في العبيديّة قد دعوا لمحاضرة تلقى في قاعة البلدية، محاضرة عنوانها: هل من بعد هذا الشر من خير؟ كانت المحاضرة ستجيب على هذا السؤال في عدة محاور:
 
الأول: مجموعة من الآيات والأحاديث تبين أن الجواب نعم وأنَّ الخير آت.
الثاني: موقف الكفار من الخلافة وأنهم باتوا يدركون أنها قادمة لا محالة.
الثالث: من هو محور الشر وما نظرته للأمة الإسلامية.
الرابع: ماذا قدمت الخلافة للعالم.
الخامس: ماذا تعني الخلافة.
 
هذا ما كانت المحاضرة ستتحدث عنه، ولكن وللأسف تمّ منع عقْد هذه المحاضرة.
ومن حقنا أنْ نسأل: لماذا تُمنع كلمة الحق أنْ تُقال، بينما الأبواب مفتوحة للباطل على مصراعَيْها؟!
 
لماذا تُفتح الأبواب أمام تخريب عقول أبنائنا وسلخهم عن دينهم، وتمنع الكلمة الصادقة الحقة التي تربط الناس بإسلامهم؟!
لماذا يُسمح بنشر الأفكار والثقافة الغربيّة في أوساط المسلمين، وتمنع الأفكار الإسلامية السياسية؟!
 
لصالح مَنْ، ومَن المستفيد مِن مَنْع ِ آية ٍ من كتاب الله أو حديثٍ لرسول الله تصل للناس تذَكِّرهم بما يجب عليهم تجاه دينهم؟!
وهل الآية من كتاب الله أو حديث رسول الله، يُشكل تهديداً للمجتمع؟! أم الأفكار المستوردة من الغرب الكافر المستعمر؟!
أمْ أنّ محاضرةً في قاعة ٍ مغلقة هي سبب من أسباب عدم وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك؟!
أمْ أنها عمل يحول دون نُصْرة المسجد الأقصى وتحريره؟!
 
أمْ أنّ هذا المنْع هو تطبيق عمليّ للديمقراطية المفصّلة على مقاس الحكام، والتي يتغنون بها صباح مساء؟!
ها هي الحقائق تتكشف للناس يوما بعد يوم على أرض الواقع، فالحق أحق أنْ يُتّبع، والرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل، وإنْ كان للباطل جولة، فإنّ للحقِ جولاتٌ وصولات، وإنْ كانت دولة الباطل ساعة، فإنَّ دولة الحق إلى قيام الساعة، وإنَّ غداً لناظره قريب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
 
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعزّ الإسلام ومكّن للمسلمين، واجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين. اللهم عجّل لنا بإقامة دولة الإسلام يا رب العالمين واجعلنا من جنودها وشهودها والعاملين المخلصين لها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
13/3/2010