المسلمون مشردون غرباء في ديارهم، فأين أبو العيال ليأويهم وينصرهم؟!
من نازحي الموصل إلى نازحي حلب إلى أولئك الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في مخيمات الزعتري والرقبان وغازي عنتاب وكلس إلى مخيمات السوريين في البقاع وتل أبيض وزحلة إلى أولئك المشردين منذ عقود في عين الحلوة والبارد والمية مية وغيرها، مسلمون يعيشون في بلاد المسلمين حياة تشريد وحرمان وعزلة كما لو كانوا منبوذين حتى تجرّأت الأنظمة العميلة على التفكير ببناء جدار فصل عنصري يطوقهم!
أهكذا يعيش المسلمون في ديارهم؟! أهكذا يحتضن الأخ أخيه؟! أهكذا يتصرف أحفاد المهاجرين والأنصار الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإخاء والإيثار؟!
إننا ندرك أن المسلمين يتشوقون لإغاثة إخوانهم لكن يحول بينهم وبين ذلك أنظمة سايكسبيكوية مقيتة، أنظمة لا ترى أخوة المسلمين وتوادهم وتعاطفهم، بل ترى فرقة الوطنية المنحطة ومخططات أسيادها الوحشية الرامية إلى تدمير بلاد المسلمين وتشريد أهلها ليبقوا مستعبدين راضخين لنفوذهم واستعمارهم.
إنه لا خلاص للمسلمين من الكوارث والمصائب التي يعيشونها سوى باقتلاع هذه الأنظمة الجبرية والاستبدال بها خلافة راشدة على منهاج النبوة، خلافة توحد المسلمين وتنصر المستضعفين وتعيد للأمة مكانتها وريادتها، خلافة يكون خليفتها أبو العيال لا عدوهم، مطعمهم لا سارقهم، يضمهم إلى حضنه الدافئ لا يبني حولهم جدر فصل عنصرية!