تجرُّؤ على أحكام الإسلام ودعواتٌ للفسوق على صفحات إعلامية!

بقلم: م. إبراهيم الشريف/عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير فلسطين

 

كل مقال يكتب تكون له دوافعه التي تظهر بدرجات مختلفة في مفردات الكاتب، في جمله، في المعنى الإجمالي أو في بعضها أو جميعها، ولو تم استقراء أغلب المقالات التي تنشر في الصحف والجرائد والمواقع الالكترونية العربية وتريد المس بأحكام الإسلام لوجدنا أن معظمها يمسها مسًا خفيًا لعدم إثارة الحفيظة لتمرير الأفكار المغلوطة بسلام، سواء على شكل استفسار يلبس ثوب البراءة أو بذكرها ذكرًا سريعًا كأنها مسلمة أو ...، وأقل هذه المقالات تريد مس أحكام الإسلام مسًا جليًا والغرض منه كسر حاجز تقديس هذه الأحكام أو محاولة تسخيفها بإثارة جدليات حولها..

هذا عن المقالات الخبيثة وتصنيفها إلى صنفين وما بينهما، أما عن كتبة هذه المقالات فهم إما حاقدون على الإسلام، وإما متسلقون يريدون الشهرة بإثارة قضايا تستقطب القرّاء بأي شكل، وإما جهلة مغرر بهم. وأما الوسائل التي تنشر لأمثال هؤلاء فأذكر هنا ما قاله لي أحد الصحفيين الكرام أثناء مقابلة معه: (إن الصحفي يقول ما يريد على لسان غيره)، وهذا ينطبق على القائمين على وسائل الإعلام التي لم تعد إلا وسائل توجيه، وهناك وسائل تشجع الفسق بنشر الصور والموضوعات الساقطة وأخبار المُجّان لجلب سقط الناس وزيادة عدد القراء دون أن تحسب حسابًا لأحد من الناس أو لرب الناس.

وحتى تكتمل الصورة فإن ما سبق ينطبق على جميع وسائل الإعلام كالمرئية والمسموعة التي تستضيف أشخاصًا معروفين بشذوذهم الفكري والفقهي والنفسي وتطرح موضوعات الغاية منها المس بأحكام الإسلام ونشر الفوضى الفقهية لتدفع نحو التخلي عن الالتزام بالأحكام الشرعية، وأوضح مثال على ذلك الوسائل المصرية التي طرحت مواضيع من مثل عدم حرمة شرب الخمر، الأقصى مكانه ليس في فلسطين، رضاع الكبير، زواج المسلمة من كتابي و....

وإلى هنا أتساءل هل سأجد ناشرًا لدعوتي إلى الفضيلة كما وجد من يدعو إلى الرذيلة ويمس بأحكام الإسلام ناشرين له، هذا التساؤل يبين بوضوح طبيعة كثير من وسائل الإعلام التي أصبحت محلاً للارتزاق حتى لو شاركت الكفار المستعمرين في ذبح الإسلام. ...

فكيف يدعو مقالٌ بنات ونساء المسلمين لترك ارتداء غطاء الرأس بشكل واضح ثم يجد هذا المقال من يحتضنه؟ أجهلٌ بقراءة الأفكار أم فرحٌ بالأفكار نفسها؟!

 وكيف يهزئ مقال باللباس الساتر لجسم المرأة ويصف المرأة الساترة لجسمها بأنها تلبس حبل غسيل، بينما المرأة الكاشفة لعورتها بأنها حرة ثم يجد من ينشره؟!

كيف يشجع مقال الفتيات الكبيرات على الرقص في الشوارع ويدعو إلى عدم التفكير بموضوع الحلال والحرام، ثم يجد هذا المقال من ينشره؟

وكيف يدعو مقال بشكل وقح إلى مقدمات الزنا ثم يُنشر على مواقع إخبارية؟!، فتحت عنوان النتائج الإيجابية لـ "التحسيس" يقول المقال مثلا: (فالمرأة على سبيل المثال تحسس على جميع الرجال، فهذا تقترب منه لدرجة أن شعرها يلامس كتفه، وذاك تقترب من وجهه بشكل تصبح فيه المسافة بين أنفاسهما في عداد الأعشار، وآخر تضع يدها على رجله، ورابع تضع يدها على يده، والرجل المحسس كذلك، كل النساء بالنسبة لديه مشروع محسس عليها، إذا ما أراد منها شيئًا، يقترب منها بحيث يشعر أنفاسها، أو يضع يده على صدرها أو فخذها أثناء الحديث فيبدو الأمر صدفة.) ثم نجد من ينشر مثل هذه المقالات التي تدعو إلى الفسق؟!

قد يستغرب البعض إيراد الاقتباس البغيض ولكني أوردته ليلمس الجميع حقيقة ما أتحدث عنه وليقف الجميع موقفه ويقوم بواجبه في الضغط على مثل هذه الوسائل.

فهذه دعوة إلى القائمين على وسائل الإعلام جميعها بأن يتقوا الله في أمتهم وفي دينهم وأن يضعوا بند عدم المس بالأحكام الشرعية وعدم مخالفتها أمام عيون مديري التحرير، فالله أحق أن يٌخشى من الداعمين والممولين والمسئولين.

وهذه دعوة إلى الجميع إلى المشاركة في محاسبة من يتمادى من هذه الوسائل وفضحها بأي طريقة مشروعة حتى ترتجع وتخشى الناس إذا لم تخش الله، وكلكم على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتين من قبلكم.

فالله الله في دينكم أيها الناس.. الله الله في إسلامكم وفي أعراضكم.

07-03-2016

 

ملاحظة: المقال لم يجد سبيله للنشر في وسائل الإعلام.