الاعلام المأجور بات افتراضيا والدعوة تفرض إعلامها الحقيقي 1
معية الله تغرس المودة في القلوب
د. مصعب أبو عرقوب
عضو المكتب الإعلامي في الأرض المباركة - فلسطين
خرجت الدعوة الصادقة التي يقودها حزب التحرير من محنة عظيمة بعد هجمة إعلامية فكرية هدفت إلى إلصاق تهمة الإرهاب والعنف القتل بمشروع الأمة الخلافة وتنفير الناس من مجرد ذكر اسم الخلافة ، فخاب مسعى الكافر المستعمرين وتحطمت مؤامراتهم على صخرة تاريخ تليد حفر عميقا في وجدان الأمة معان سامية راقية للخلافة ومكانتها في قلوب المسلمين ، خابوا لان المولى عز وجل تكفل بحفظ دينه وهيئ لها الدين رجالا يصلون ليلهم بنهارهم في سبيل إقامة الخلافة الراشدة.
خلافة باتت تتصدر نشرات الأخبار قدحا وتنفيرا ،بعد أن كانت تحارب بمنع ذكرها والتعتيم الاعلامي على كل من يعمل لإقامتها ، وفي ذلك اعتراف ضمني بتجاوز الخلافة لأسوار التعتيم الاعلامي وان الباطل فقد القدرة على تغطية عملاق بدأ يتململ ، فتجاوزت الخلافة الافاق وفرض مشروع الامة الحضاري واقعا لم يعد بالإمكان تجاهله على الاعلام المأجور بعد التفاف الامة حوله وتصاعد ثورة الامة في الشام كرائدة لمشروع الخلافة وكدعوة صريحة جعلت الخلافة الهدف الذي تسعى إليه الامة عبر ثورتها وتضحياتها .
هنا ..يقف المتابع للإعلام المأجور والممول من الباطل ليلحظ هذا التقدم الاعلامي وإزاحة ستار التعتيم عن " الخلافة " كمحظور لفظي منع ذكره عبر الفضائيات والتلفزة وكل وسائل الإعلام الرسمية والشبه رسمية ، فتجاهل الخلافة كمشروع امة بل وكمجرد لفظة صبغ عقودا من المعركة بين اهل الحق الذي يسعون لإقامة الخلافة وبين الكافر المستعمر وأدواته في بلادنا الذي يسعون لمنعها ، لتخرج الخلافة -كلفظة ورمز للتغيير- للواجهة الإعلامية رغم أنف الكفار المستعمرين لتصبح حديث الساعة ،وهنا يبرز سؤال وجيه : كيف لدعوة لا تملك الوسائل الاعلامية ولا الفضائيات ولا يعد إعلامها من حيت الإمكانيات أمام امبراطوريات الاعلام المسيطر عليها من الكفار المستعمرين وأذنابهم من الأنظمة العربية ، كيف لدعوة محاربة عالميا أن تُخرج كلمة " الخلافة " من ظلمة التعتيم الإعلامي لتحفرها عميقا على جدار التناول الاعلامي اليومي ، كيف لها أن تفرض مفرداتها على جدول التعاطي اليومي للأخبار دون أن يكون لها قوة اكبر من الباطل وإمبراطورياته الإعلامية الضخمة وأساليبهم ودعايتهم ، اي قوة تلك ؟؟
انها معية الله فقط تفسر صعود كلمة الخلافة ورايتها في الإعلام ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ( 96 ) فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا 98 ))مريم.
"يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ، وهي الأعمال التي ترضي الله - عز وجل - لمتابعتها الشريعة المحمدية - يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة ، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه . "وهو ود يشيع في الملأ الأعلى ، ثم يفيض على الأرض والناس فيمتلئ به الكون كله ويفيض "
وقد وردت بذلك المعنى الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه.
قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل " . قال : " ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلانا " . قال : " فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإن الله إذا أبغض عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أبغض فلانا فأبغضه " . قال : " فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه " . قال : " فيبغضه أهل السماء ، ثم يوضع له البغضاء في الأرض" .
فالمعركة تدور الان بوضوح على حيازة قلوب وعقول الناس والإعلام ليس إلا اداة في هذه المعركة ...والقلوب والعقول بيد الله وإذاعة الصيت وإعلاؤه بيده سبحانه وتعالى وقبول الناس ومودتهم بيده أيضا سبحانه ،والله خير حافظا لهذه الدعوة وهو ما يفسر صعودها رغما عن أنوف كل الكفار وأعوانهم وأدواتهم .
اذن ..يبقى صدق التوجه وإخلاص العمل وموافقته لكتاب الله وسنة نبيه مفتاحا لوصول الفكرة للناس وقبولهم اياها ، وعلى أهل الله أن يطرقوا بابه أولا ويخلصوا العمل لتفتح لهم كل القلوب والعقول ، وحتى يصل صوت دعوتنا صوت ثورة الأمة إلى الإعلام وتصل أفكار الإسلام وصدى أعمال الدعوة إلى المستوى الذي نرضي الله به ونكون قد بذلنا الوسع فيه ، لا بد لحملة دعوة الخلافة أن يجتهدوا في طرق الاساليب حتى يأذن الله بنصر من عنده ويفتح لنا قلوب وعقول المسلمين وأهل القوة منهم خاصة والى أن يكون ذلك فان ...
الثورة يجب ان تستمر
يتبع..