أجواء فلسطين تغطيها غيوم الماء الأسود
بقلم المهندس أحمد الخطيب
الأجواء في فلسطين قاتمة سوداء حالكة تخيم عليها التهديدات اليهودية لقطاع غزة بشكل مباشر أو عبر الوسيط المصري، حيث أبلغت مصر حكومة حماس رسميا بأن التهديدات "الإسرائيلية جدية" فاستدعت حكومة حماس الفصائل من أجل الحصول على موافقتهم على الاستمرار في التهدئة،
 
 فكان التنافر كما اعتبر بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني التهدئة وعدم إطلاق الصواريخ على كيان يهود مصلحة عليا للشعب الفلسطيني وقال:"بشكل واضح و باسم حزب الشعب أدعو كافة الفصائل بغض النظر عن أي شيء إلى تغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني".
 
بينما قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش "نقول للجميع التهدئة مع من؟ ومفهوم التهدئة غير واضح لدينا حتى الآن، ونحن كفصائل مقاومة في حالة دفاع عن النفس في وجه الاحتلال لذلك من يواصل عدوانه هو إسرائيل وحركة حماس سلطة حاكمة في قطاع غزة وهي حركة مقاومة ولكن التهدئة مع من؟، إذا أراد المجتمع الدولي وبعض الإطراف الإقليمية والعربية كمصر وغيرها أن تبحث موضوع التهدئة فالتهدئة لن تكون بين طرفين بل يجب إشراك طرف ثالث لكي نتحدث بوضوح وبتهدئة متبادلة ومتزامنة تؤدي إلى إنهاء الحصار ووقف العدوان وليس تهدئة من طرف واحد والتي تعني حينها الخضوع وهذا هو المرفوض بالنسبة لنا في حركة الجهاد الإسلامي".
 
وتخيم على أجواء فلسطين أعمال الهدم والبطش والاستيطان اليهودي في القدس وكافة أنحاء الضفة الغربية، والسلطة الفلسطينية لم تجد في جعبتها إلا الذهاب للأمريكان عدوة الإسلام والمسلمين وإلى مجلس الأمن الذي غطى كافة جرائم الاحتلال حيث قال عريقات "بأن إسرائيل هي سلطة احتلال وقررت مخاطبتنا بلغة الجرافات والرصاص وبالتالي نحن نطرق أبواب الشرعية الدولية وأبواب القانون الدولي المتمثل بمجلس الأمن في حين أن الرئيس محمود عباس أعطى تعليماته إلى سفيرنا رياض منصور لوضع مشروع القرار بالورقة الزرقاء وهذه تعني بلغة الأمم المتحدة التصويت عليه".
 
ولكن الذي زاد أجواء فلسطين قتامة هو دخول الشركة الأمنية سيئة الصيت بلاك ووتر "الماء الأسود" لأرض فلسطين فقد "منحت وزارة الخارجية الأميركية إحدى الشركات الفرعية لشركة الحراسة الأميركية المعروفة باسم "بلاك ووتر" عقدا بقيمة 84 مليون دولار سنويا لتقديم خدمات أمنية في الضفة الغربية لمدة خمس سنوات."
 
وهذه الشركة القذرة غنية عن التعريف نتيجة أعمال القتل والنهب والتهريب والفتك وكل الأعمال الهمجية التي مارستها في العراق وأفغانستان وباكستان وجنوب السودان ومناطق عديدة في العالم.
 
ومع عدم الوضوح في طبيعة العقد الممنوح لهذه الشركة ومع تنصل السلطة من مسئولياتها وإنكارها عن أي علم بهذا العقد وطبيعته كما قال الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري على قناة الجزيرة فإن الأجواء تزداد قتامة ويزداد تخوف السياسيين وعامة الناس من دخول هذه الشركة أراضي فلسطين.
 
وحق لكل إنسان يحرص على أهله وناسه وبلاده أن يتخوف من دخول هذه الشركة الإجرامية إلى فلسطين، فهذه الشركة أظهرت الوجه الأمريكي البشع أينما حلت وارتحلت وما دخلت بلدا إلا وقلبت عاليها سافلها ونشرت الدمار والخراب والتفجيرات الدموية والنزاعات الطائفية والاغتيالات السياسية في ذلك البلد.
 
إن الأمريكان ومن لف لفيفهم يحاولون خداع الناس من خلال القول أن هذه الشركة وظيفتها حماية الدبلوماسيين الأمريكان، فهل تعرض أي دبلوماسي أمريكي للخطر في الضفة الغربية حتى تستدعى هذه الشركة؟ والجواب المعروف للجميع لا وخاصة أن قوات الاحتلال وأجهزة السلطة الأمنية تساعد في حماية هؤلاء في رحيلهم ترحالهم، وأبسط دليل على ذلك أن الجنرال سيء الصيت دايتون تواجد في الضفة لسنوات ولم يتعرض له أحد بالرغم من حثه الدائم على قمع أهل فلسطين وحماية كيان يهود.
 
فهل سيجد سكان فلسطين ومنهم "نصارى فلسطين" أنفسهم في وسط تفجيرات هنا واغتيالات هناك (كما حصل في باكستان والعراق وفي مصر في حادثة كنيسة الإسكندرية) على أيدي مرتزقة بلاك ووتر، ثم توجه التهم جزافا للتنظيم الفلاني والقائد الفلاني وخاصة "للإسلاميين" وذلك لتحقيق الأجندات الأمريكية واليهودية الخبيثة، وفي مقدمة ذلك إساءة سمعة الإسلام العظيم، وإظهار المسلمين كإرهابيين لا يستحقون العيش في هذه البلاد، ولتبرير أعمال البطش والتنكيل التي تمارس ضدهم. 
 
إن أرض فلسطين المباركة و أهل فلسطين المرابطون على هذه الأرض يتعرضون لأشد هجمة في تاريخهم وتكالبت عليهم قوى الطغيان، بينما يتسابق بعض أهلها لحماية كيان يهود بمسميات هلامية وذرائع أوهن من بيت العنكبوت، وتركها حكام الجور في بلاد المسلمين لقمة سائغة في يد يهود ويد الدول الكبرى الطامعة في بلادنا وثرواتنا ليقرروا مصيرها ومصير أهلها!؟
 
ولكن يمكرون ويمكر الله، فإن مصير كيان يهود كمصير الصليبيين إلى زوال وسيدخل جيش صلاح الدين الجديد هذه البلاد فاتحا رافعا راية رسول الله راية العقاب، فوعد الله ورسوله كائن وأنف أعداء الإسلام راغم.
   عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
13/1/2011