بسم الله الرحمن الرحيم
(سلسلة أجوبة الشيخ العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك)
جواب سؤال: ماذا وراء السخاء القطري على الربيع العربي؟
إلى عماد الدباس
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ماذا وراء السخاء القطري على الربيع العربي؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا أخي سوريا الآن منطقة صراع ساخن:
أ- هي منطقة نفوذ أمريكي منذ حافظ وبشار، وقد علمت أمريكا وفق الوقائع الجارية أن بشار في حكم الساقط الذي لا يقبله الناس، ومن ثم لا يستطيع تنفيذ مصالح أمريكا كما كان يفعل من قبل هو وأبوه، لذلك فهي الآن تعمل لإيجاد العميل البديل للعميل الحالي عن طريق إعداد صنائع لها كالمجلس الوطني والائتلاف...
ب- ولأن صنائعها غير مقبولين داخلياً لأنهم يريدون دولة علمانية مدنية، والناس مشاعرهم إسلامية، ولم يضحوا تلك التضحيات ليعود النظام كما كان، والإتيان بوجه أسود مكان وجه كالح السواد، فهذا ما لا يقبله الناس في الداخل، ومن ثم فإن صنائع أمريكا هم غرباء عن مطالب الناس، لهذا فإن أمريكا مباشرة أو غير مباشرة تعطي الضوء الأخضر لبشار بالقتل والبطش ظنا منها أن هذا يُخضع الناس في الداخل فيقبلوا صنائعها في الخارج... وأمريكا تذهب بعيداً عن ذلك أيضاً بمحاولة التدخل العسكري بحجج... لفرض صنائعها في الخارج، وذلك إن لم تستطع بأعمال القتل والبطش التي يقوم بها بشار وأتباعه وشركاؤه في إخضاع الناس لقبول تلك الصنائع...
ج- أما أوروبا فهي تدرك أن النفوذ الفعلي على النظام هو لأمريكا، فتبذل أوروبا "بريطانيا وفرنسا" الوسع في أن يكون لها دور عن طريق عملائها في المنطقة وبخاصة قطر لأنها تملك المال الوفير لشراء بعض الذمم في المجلس والائتلاف وكذلك بعض الناس في الداخل، فتجد لها موطئ قدم ولو كان صغيرا في أي حل تديره أمريكا مستقبلاً.
د- هذا ما تخطط له أمريكا، وما تخطط له أوروبا، فأمريكا تدير الحلول مع روسيا، تاركة أوروبا تلهث وراءها، لذلك كيري يجتمع مع وزير خارجية روسيا، فيركض خلفه إلى هناك رئيس وزراء بريطانيا زائراً روسيا وأمريكا، يستطلع ماذا عملوا! وأوروبا تدرك أن أمريكا لا تريد إشراكها الفعلي في أي حل، لذلك فإنها "بريطانيا وفرنسا" تسعى بقوة للمشاغبة على أمريكا سواء أكان ذلك مباشرة من خلال اجتماعات الاتحاد الأوروبي أم كان ذلك عن طريق عملائهم في المنطقة وأكثرهم غنىً قطر، محاولين التشويش على مخططات أمريكا في الحل... وهذا ما تفعله قطر ليس في سوريا فحسب بل في دول المنطقة من أجل مصالح أوروبا وبخاصة بريطانيا...
هـ- أما دور الأمة والمخلصين فيها فهو أن لا يمكنوا أمريكا وأوروبا وعملاءهما من تحقيق أهدافهم الشريرة، بل أن لا تقبل الأمة عن الخلافة بديلا، فقد بذلت الدماء الزكية، والتضحيات العظيمة لإحلال نظام الإسلام مكان نظام الطاغية، وكل ما عدا ذلك فهو شر مستطير، فلا الحكومة الانتقالية ولا المؤقتة، ولا جنيف 1 أو جنيف 2، يأتي لهذه الأمة بخير، بل كلها حلول تسبح بحمد أمريكا وأحلافها، وهي تكيد للإسلام والمسلمين سرا وعلانية ((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)).
إن أمريكا وأحلافها قد عقدوا عزمهم وجمعوا كيدهم أن لا يخلف بشار إلا عميل مثله، يحفظ مصالحهم وأمن يهود كما كان حافظ وبشار وأشياعهم يفعلون، وهي تهيئ الأجواء لطاغية الشام للقتل والتدمير إلى أن تفرغ من إنضاج العميل البديل... ولكنهم لا يدركون عظمة هذه الأمة، فإن في أصلابها الرجالَ الرجال الذين يعمرون الأرض رغم أنف الظالمين، ويُكثرون الزرع والضرع رغم كيد المنافقين، ولقد عهدت هذه الأمة أشياعهم من قبل: الصليبيين والتتار الذين عاثوا في الأرض فساداً وإفساداً وقتلاً وتدميرا، ومع ذلك فقد قهرتهم الأمة، وطردتهم شر طردة، وأصبحوا أثراً بعد عين كأن لم يغنوا بالأمس، وعادت الأمة تحيا من جديد، تدمر أعداءها، وتقضي عليهم من حيث لا يحتسبون، وتعود الأمة خير أمة أخرجت للناس ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)).
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك
23 من رجب 1434
الموافق 2013/06/02م