بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
أهداف زيارات المسؤولين العسكريين الأمريكان رفيعي المستوى لكيان يهود
السؤال:
نشرت صدى البلد على موقعها الخميس 09 آذار/مارس 2023 (أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم الخميس، أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على زيادة التعاون لمواجهة العدوان الإيراني...) وكان مكان الاجتماع قد نقل من وزارة الدفاع إلى مطار تل أبيب بسبب موجة الاحتجاجات: (وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن اجتماعات أوستن نُقلت من وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى قرب مطار تل أبيب.
ونظم عشرات الآلاف احتجاجات في شوارع المدن الإسرائيلية للأسبوع التاسع على التوالي يوم السبت ضد خطة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة لتعديل النظام القضائي... رويترز 8/3/2023) وتأتي زيارة أوستن بعد زيارة مفاجئة (أجراها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي الجمعة إلى "إسرائيل". وكالة الأناضول 4/3/2023). فما هو الهدف من زيارة هؤلاء المسؤولين العسكريين الأمريكيين مرتفعي الرتبة لكيان يهود؟ فهل لها علاقة ذات شأن بالحرب الروسية على أوكرانيا؟ أو هل هي لتبريد الساحة الفلسطينية؟ أو أن هذه الزيارات مختلفة ولها أهداف أخرى؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
لكي تتضح الإجابة نستعرض ما يلي:
أولاً: من المستبعد أن تكون هذه الزيارات لمنع دولة يهود من (مهادنة) روسيا في حربها على أوكرانيا وعدم اتخاذ موقف عدائي مثل أمريكا وذلك تفادياً لإغضاب روسيا التي تسمح لدولة يهود بقصف أهداف داخل سوريا دون إعاقة من أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها في سوريا، خاصة وأن حكومة الكيان غارقة في معركة داخلية مع المعارضة، ومن ثم فلا تعتبر اللحاق بالدول الغربية في دعمها للجيش الأوكراني أولوية لها، وعليه فيستبعد أن يكون الموضوع الأوكراني سبباً لزيارات المسؤولين الأمريكان...
وكذلك فمن المستبعد أن تكون تلك الزيارات لتهدئة الأوضاع في الساحة الفلسطينية، ورغم سخونتها وحساسيتها وكونها الموضوع الرئيس لزيارات المسؤولين الأمريكان السابقين ( وزير الخارجية ومدير المخابرات المركزية ومستشار الأمن القومي) إلا أنها لا يمكن أن تكون سبباً لزيارات مسؤولين عسكريين بحجم رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع على الرغم من حساسيتها ولكن طبيعتها ليست حربية لتحشد لها أمريكا طاقات مسؤوليها العسكريين الكبار.
ثانياً: ولكن يبدو أن الزيارة هي لدوافع أخرى.. ويمكن فهمها من العوامل التالية:
1- كان نتنياهو صديقاً مقرباً للحزب الجمهوري الأمريكي، ووقف ضد الرئيس الديمقراطي أوباما حين وقع اتفاقاً نووياً مع إيران سنة 2015 وأزعج أوباما كثيراً خاصة خطابه في الكونغرس الأمريكي ضد الاتفاق النووي، وكانت علاقته مع أمريكا حميمية للغاية إبان إدارة ترامب التي كافأت نتنياهو بنقل سفارتها للقدس واعترفت بضمه للجولان وأعطته صفقة القرن في الضفة الغربية، والتي لم تكتمل.
2- وبعد أن جاء الرئيس الأمريكي الديمقراطي الجديد بايدن فقد عمل على دعم تحالف أحزاب "لابيد" و"بينت" ونجح في ذلك ومن ثم انهزم نتنياهو في انتخابات آذار/مارس 2021 واستلم بعدها تحالف جديد من أحزاب "لابيد" و"بينت" الحكم في كيان يهود.. ولكن هذا النجاح لم يطل، بل تعاون نتنياهو مع الأحزاب اليمينية المتشددة وفاز في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر2022.
3- أصر نتنياهو على تشكيل الوزارة بالتحالف مع أحزاب يمينية متشددة وأدار ظهره لرغبات إدارة بايدن بتشكيل حكومة تضم الجماعة الموالية لإدارة بايدن (لابيد وغانتس خاصة)، وبإعلان مواقف هذه الحكومة الجديدة انهالت عليها الانتقادات الأمريكية الشديدة وغير المعتادة، مثل وجوب الحفاظ على حل الدولتين، ورفض التعامل مع وزراء وصفوا بالتشدد في حكومته، وثالثة الأثافي انتقاد سياسات نتنياهو بخصوص تغيير وضع القضاء لدى كيان يهود، وهي قضايا في العادة تعتبر داخلية إلا أن أمريكا انتقدت سياسته هذه في العلن وشجعت الأحزاب الموالية لها على مناهضة خطوات نتنياهو في الهيمنة على سلك القضاء.
4- لم تمهل المعارضة اليهودية نتنياهو كثيراً وشقت الاحتجاجات الواسعة طريقها ضده بسرعة كبيرة وبقوة غير مألوفة لدى كيان يهود، وبرز الصراع على الحكم بشكل يشبه كسر العظم، وارتسمت صورة جديدة في كيان يهود لم تكن موجودة أبداً بهذا الحجم: مظاهرات بعشرات الآلاف ضد الحكومة وضد إجراءاتها لجعل القضاء بيد الحكومة، وحصار المتظاهرين لمنازل المسؤولين الحكوميين، وإغلاق الشوارع وإشعال إطارت السيارات فيها، وقنابل مسيلة للدموع وقنابل صوت تطلقها شرطة يهود ضد يهود، وأخذت الأمور تتطور أكثر فأكثر. فبعض مسؤولي الشرطة يعصون الأوامر لتفريق المتظاهرين بالقوة، واحتدم الخلاف بين الحكومة والمعارضة وانقسم يهود إلى معسكرين متضادين، وأخذت رؤوس الأموال تشق طريقها للهرب من كيان يهود، وغادرت 50 شركة كبيرة، وأعلن ضباط احتياط عدم قدرتهم على الانصياع لأوامر هذه الحكومة... وتوترت الأجواء بقوة بين أنصار الحكومة وأنصار المعارضة على كافة المستويات، وكانت المواقف الصادرة عن إدارة بايدن تفوح منها رائحة مناصرة المعارضة اليهودية ضد نتنياهو.
ثالثاً: وأمام هذه الحالة القريبة من الفوضى حاول نتنياهو جمع صفوف اليهود خلفه واندفع يصب الزيت على النار الملتهبة أصلاً في الساحة الفلسطينية، وبدأ ذلك برفع وتيرة اقتحامات يهود للمسجد الأقصى وتنفيذ مجازر جديدة في جنين ونابلس، وكان نتنياهو يريد أن يُري يهود صلابة موقفه ضد الفلسطينيين على أمل تهدئة الأوضاع الداخلية بما يمكنه من تغيير سلك القضاء لصالحه فتتراجع عنه كل تهم الفساد في محاكم يهود، وهي سيف مسلط على رقبته منذ فترة طويلة، إلا أن ذلك لم يحصل. ولكن التصعيد مع الفلسطينيين ارتد عليه، فقد قوبلت مجزرة مخيم جنين فوراً بقتل ثمانية يهود في القدس، وقوبلت مجزرة نابلس بعمليتي حوارة وأريحا، ومن ثم أصبح نتنياهو في وضع أكثر حرجاً، وخاصة أنه قد قوبل بمزيد من التهاب المعارضة داخل كيان يهود، والتي زاودت عليه باتهامه بالفشل الأمني وأن سياساته تعرض اليهود لمزيد من الضربات الفلسطينية، وهنا كان لا بد أن يجد نتنياهو حلاً آخر.
رابعاً: وبناء عليه فقد أخذ نتنياهو بتعديل خطته وبسرعة باتجاه ضرب إيران باعتبار ذلك طريقة لرص صفوف يهود خلفه وضمان احتفاظه بالحكم. وذلك لأسباب عدة أبرزها ما يلي:
1- فيما يرد الفلسطينيون على كيان يهود ضربة بضربة فإن حكومات الدول المحيطة والقريبة خانعة ولا ترد رداً مؤثراً، فسوريا لا ترد على ضربات يهود وكذلك العراق، بل وإيران التي تعرضت أخيراً لضربة بطائرات مسيرة على مصانع عسكرية في أصفهان واتهمت كيان يهود، فكان ردها بعد أسبوعين بهجوم باهت بطائرة مسيرة على سفينة في بحر العرب يملكها يهودي ولم تؤد تلك الضربة لأي إصابات، بل أضرار خفيفة في السفينة، وقبل ذلك اتهمت إيران كيان يهود بتخريب منشآت نووية قال عنها الرئيس السابق إنها تسببت بخسارة بمقدار 10 مليار دولار، ولم ترد إيران، وهكذا... أي أن نتنياهو يقدِّر بأن رد إيران على أي هجوم سيكون رداً صغيراً، فيكسب نتنياهو الجولة حسب توقعاته وهذا يشجعه على الاستمرار في عدوانه.
2- وفي المسألة النووية الإيرانية فإن إيران تتعرض لانتقادات دولية كبيرة ومستمرة ولم تفلح المفاوضات في إعادة الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، ولأن كيان يهود يعلن أنه لا يمكن أن يسمح لإيران بالوصول إلى العتبة النووية فإن ذلك يشكل مبرراً كبيراً له لشن ضربات ضد منشآت إيران النووية. وفي هذا السياق فإن إيران متهمة غربياً بخرق الخطوط الحمراء وزيادة درجة تخصيب اليورانيوم: (يمكن لإيران إنتاج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية في غضون 12 يوماً فقط، ويمكن أن تنتج أربع قنابل أخرى في غضون شهر وفقاً لمعهد العلوم والأمن الدولي. تقرير للمعهد أشار إلى أنه يمكن للنظام الإيراني تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لتصنيع ما مجموعه سبعة أسلحة نووية في ثلاثة أشهر وفقا للمعهد في تقرير حلل فيه المعلومات التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. العربية نت، 5/3/2023).
خامساً: وبالتدقيق نجد أن نتنياهو ركز على هذه الأمور واستغلها بمحاولة المبادرة لشن هجمات قوية ضد إيران تؤدي إلى رص صفوف يهود حول حكمه، وتنهي الفوضى الداخلية التي يمكنها أن تضعف حكمه إذا ما استسلم لها ولم يقم بأي عمل كبير وعلى ساحة أخرى يعيد له وهج القوة والجبروت ويقلب المعادلة الداخلية لصالحه. والظاهر أن هذه النوايا والخطط لدى حكومة نتنياهو قد وصلت أخبارها لواشنطن والتي أخذت تسارع الخطا لمنع حكومة نتنياهو من القيام بمثل هكذا خطوة، فاهتمام أمريكا وفق مصالحها في الظروف الحالية هو موجه نحو حرب روسيا مع أوكرانيا بالإضافة إلى موضوع الصين، ولا تريد الانشغال بحرب في المنطقة بين إيران ودولة يهود، وقد رأت أمريكا أن نتنياهو لحل مشاكله الداخلية يفكر بجد لافتعال حرب مع إيران فيحرج بايدن بالتدخل لأن أمريكا تعلن في تصريحاتها الكثيرة أنها ملتزمة بأمن دولة يهود وكما ذكرنا آنفاً فأمريكا الآن منشغلة بحروب أخرى.
سادساً: لهذا كانت زيارات هؤلاء المسؤولين العسكريين الأمريكان رفيعي المستوى لكيان يهود لثني نتنياهو عن هذه الحرب حتى لا يحرج بايدن بالتدخل في وقت لا تريد أمريكا الانشغال فيه بغير الصين والحرب الروسية على أوكرانيا. وقد صاحب هذه الزيارات عاملان لتحقيق مصالح أمريكا وفق المبين أعلاه:
الأول: دفعت أمريكا مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية لتخفيف التصريحات النووية وتلطيفها مع إيران، حيث زارها رئيس هذه الوكالة واجتمع مع مسؤولين إيرانيين كبار في فترة زيارات المسؤولين الأمريكان نفسها للمنطقة، وأعلن عن انفراجة كبيرة وصرح: (أن إيران وافقت على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في عدة مواقع نووية وزيادة وتيرة عمليات التفتيش"... آر تي، 4/3/2023). ثم كان تصريح مدير الوكالة اللافت للنظر، فوفق الجزيرة نت، 5/3/2023 (وقال غروسي خلال زيارته إلى طهران أمس السبت إن "أي هجوم عسكري على المنشآت النووية محظور". فرد عليه نتنياهو قائلاً: "إن رفائيل غروسي أدلى بتصريحات غير مناسبة").
والثاني: كثافة الاحتجاجات الداخلية ضد نتنياهو. فإن أمريكا فوق كونها لا تريد أن يشعل كيان يهود حرباً ضد إيران حالياً فإنها تريد لنتنياهو أن يبقى غارقاً في الفوضى الداخلية وأن تبقى حالة الاحتجاج قوية وذات زخم على أمل أن تطيح هذه الحالة بحكومة نتنياهو فيعود أتباع أمريكا، أي مؤيدو الحزب الديمقراطي، للسلطة من جديد في كيان يهود.. خاصة أن أمريكا لها تأثير كبير داخل كيان يهود في الوسط السياسي والعسكري.
سابعاً: ويبدو مما سبق أن أمريكا على الأرجح ستتمكن من منع نتنياهو من بدء حرب هجومية على إيران خاصة أن كيان يهود أجبن من أن يقوم بمثل هذه الحرب دون دعم أمريكا ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ وحبل الله قد انقطع بعد أنبيائهم، وحبل الناس هو واقعهم، هذا من ناحية.. ومن ناحية ثانية فإن نتنياهو إذا انقطع أمله من تنفيذ مثل هذا الهجوم على إيران، فإنه سيستمر وبالتناصح مع أسياده في الحزب الجمهوري الأمريكي على القيام بأي خطوة هجومية أخرى من شأنها أن تفقد تحركات المعارضة ضده زخمها، وقد لا يجد أمامه سوى العودة لمزيد من تسخين الساحة الفلسطينية أو توجيه ضربات لقطاع غزة أو لبنان، فهو مسكون بهاجس البقاء في السلطة ولا يتصور أن يغادرها بعد أن جمع حوله ائتلافاً من أحزاب اليمين واليمين الديني اليهودي وهم متعطشون أكثر منه لإراقة دماء المسلمين في أي مكان. وهذا ما بدأ يظهر فقد نشرت "سما الإخبارية" الخميس 09 آذار/مارس 2023: (استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال التي اغتالتهم صباح اليوم في بلدة جبع قضاء جنين. وتسللت قوات خاصة إسرائيلية إلى بلدة جبع جنوب جنين، وقامت بإطلاق النار صوب مركبة كان يستقلها أربعة شبان أسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان.. ووصلت تعزيزات عسكرية إلى البلدة، وسط اشتباكات مع مجموعات المقاومة، قبل أن تنسحب تلك القوات.) وكذلك نشرت فرانس 24 في 10/03/2023م: (القدس أ ف ب – قتل فلسطيني الجمعة برصاص مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية، وذلك غداة يوم جديد في دوامة العنف شهد مقتل أربعة فلسطينيين أحدهم منفذ هجوم مسلح في تل أبيب أسفر عن ثلاثة جرحى.. وأطلق فلسطيني الخميس النار في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب وجرح ثلاثة أشخاص، قبل أن يُقتل بدوره برصاص الشرطة. وذكرت مصادر طبية إسرائيلية أن حالة أحد الجرحى "حرجة" اليوم.. من جهة أخرى قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت اثنين.. أحدهما من مدينة الرملة جنوب تل أبيب والآخر من مدينة كسيفة في النقب (جنوب)، "بشبهة نقل الإرهابي" منفذ عملية ديزنغوف..)
وواضح أن دولة يهود تقتل وتعتقل وهي في مأمن من حكام المسلمين حولها!
ثامناً: وأخيراً فإن هذا الكيان الذي يعيش في المنطقة كالورم الخبيث لا يجد من حكام المنطقة من يسعى لاستئصاله أو حتى يردعه، بل يسارعون للتطبيع معه! لذلك تجده يفكر وبشكل دائم في التمدد والقضاء على أي خطر يظن أنه يتهدد وجوده.. وليس هو الذي يقضي عليه وحده بل بالتعاون مع أولئك الحكام أو بصمتهم! إن هذا الكيان قائم على أرض الإسلام، الأرض المباركة فلسطين، والعلاقة معه يجب أن تكون علاقة حرب، فالتطبيع معه جريمة كبرى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ هذا هو الحكم الشرعي الواجب تنفيذه، وهذا الحكم وإن كان الحكام في بلاد المسلمين لا يريدون تطبيقه، أو لا يأذن لهم أسيادهم المستعمرون بتطبيقه، إلا أن هذه الأمة هي أمة حية لن تسكت طويلا على ضيم، وهي وإن هدأت فما هي إلا هدأة الرئبال قبل نفاره، فتستأنف حياتها الإسلامية من جديد، وتقيم الخلافة الراشدة بإذن الله، فيجمع خليفتها الأمة خلفه ويقود جيش الإسلام ليسوء وجوه يهود ويدخل المسجد كما دخله المسلمون أول مرة ويتبر ما علا يهود تتبيراً. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.
الثامن عشر من شعبان 1444هـ
10/3/2023م