بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: نشرت الجزيرة على موقعها في 9/12/2022: (انعقدت في العاصمة السعودية الرياض الجمعة اعمال القمة 43 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي والقمة الخليجية الصينية والقمة العربية الصينية بحضور عدد من القادة العرب والرئيس الصيني شي جين بينغ)، فما هي أهداف عقد هذه القمم الصينية مع السعودية ودول الخليج والدول العربية في الرياض؟ وهل هي طريقة الصين وهي تنادي بتعدد الأقطاب الدولية لتوسيع نفوذها السياسي وإثبات نفسها كقطب دولي كبير في مقابل الطريقة العنيفة التي تطالب بها روسيا بالنفوذ وتعدد الأقطاب؟ وهل يلقى ذلك استجابة في المنطقة العربية عند الحكام؟ وما هي ردة فعل أمريكا؟
الجواب: لكي تتضح الإجابة على هذه التساؤلات نستعرض الأمور التالية:
1- قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة السعودية والاجتماع مع ملكها وولي عهده ابن سلمان في 8/12/2022، وتم استقباله بحفاوة ووقع الجانبان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة ومنها اتفاقات بقيمة 30 مليار دولار في مجالات الطاقة والبنية التحتية في محاولة للتوفيق بين مشاريع الصين في إطار استراتيجية "الحزام والطريق" وبين مشاريع ابن سلمان فيما يسمى رؤية 2030 والتي يأخذ "الترفيه" عنوانها العريض، وكذلك الحديث عن مركز كبير للصناعات الصينية في السعودية للتسويق في المنطقة. ثم في اليوم الثاني عقدت في الرياض قمة صينية مع دول الخليج تلتها قمة مع الدول العربية في اليوم نفسه حضرها الكثير من "زعماء" العرب في مشهد قالت عنه وزارة الخارجية الصينية (النشاط الدبلوماسي الأوسع نطاقا بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. بي بي سي، 8/12/2022)، وقد أكدت القمتان على تعزيز الشراكة والتعاون الاقتصادي بين البلدان العربية والصين، وأكد البيان الختامي على أمور عامة مثل احترام النظام الدولي القائم واحترام سيادة الدول وعدم استخدام القوة ومبدأ حسن الجوار وكذلك مركزية القضية الفلسطينية وجهود منع انتشار الأسلحة النووية، وقد انتقدت الصين إيران في البيان الختامي للقمة الصينية الخليجية وطالبتها باحترام جيرانها (وأصدرت دول الخليج والصين، أمس، بياناً مشتركاً في ختام القمة الخليجية الصينية المنعقدة في الرياض، "تضمن دعم مبادرة ومساعي دولة الإمارات للتوصل إلى حل تفاوضي وسلمي لقضية الجزر الثلاث"، التي تعتبرها إيران جزءاً من أراضيها، فضلاً عن دعوة إيران إلى "الانخراط بشكل جدي في المفاوضات للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني". الميادين، 10/12/2022) وتم استدعاء سفير الصين في طهران للاحتجاج على هذا الموقف الصيني.
2- تصنف الاستراتيجية الأمريكية الجديدة الصين باعتبارها الخطر الأكبر على الهيمنة الأمريكية على العالم، وأنها تمتلك القدرات لبناء نفوذ فعلي حول العالم، فالصين دولة ذات اقتصاد هو الثاني في العالم بعد أمريكا، وهي ثاني دولة أيضاً في الإنفاق العسكري، لذلك فإن أمريكا تراقب أعمال الصين وتبني خططاً لإيقاف صعودها، بل وتتهيأ للحرب معها كما أظهرت تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن بخصوص أزمة تايوان الأخيرة، وقد علقت أمريكا على زيارة الرئيس الصيني هذه بالقول: (قال البيت الأبيض، يوم الأربعاء، إنه "ليس مندهشا" من قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة المملكة العربية السعودية لأن بكين "تعمل على زيادة نفوذها في الشرق الأوسط". وذكر جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي: "نحن ندرك التأثير الذي تحاول الصين أن تعمقه في جميع أنحاء العالم"، وقال "جولة الرئيس الصيني ليست مفاجئة، وبالتأكيد ليست مفاجأة أنه اختار الذهاب إلى الشرق الأوسط". سي إن إن عربية، 8/12/2022).
3- وفي المقابل تحاول الصين إظهار عدم معارضتها للنظام الدولي الأمريكي، فهي تدعو لما تدعو له أمريكا وقد ظهر ذلك في زيارة الرئيس الصيني هذه حين جرى تأكيد البيان الختامي للقمة على صيانة النظام الدولي القائم على القانون الدولي ومنع الانتشار النووي ومكافحة الإرهاب، بل إن البيان الختامي للقمة الصينية العربية في الرياض تضمن انتقادات مبطنة لروسيا حين جرى التأكيد على احترام سيادة الدول والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها واحترام مبدأ حسن الجوار، في إشارة للحرب الروسية على أوكرانيا، بل إن انتقاد الصين في البيان الختامي لإيران ودعوتها لحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون دول الخليج يعتبر من زاوية أخرى تماهياً مع الدول الغربية وأمريكا التي طالما وجهت تلك الانتقادات لإيران. وباستدعاء إيران للسفير الصيني للاحتجاج يظهر أن مقولة تشكيل "معسكر دولي جديد" متمثل بروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية تثبت مرة أخرى أنها مقولة خيالية لا واقع لها.
4- وأما العلاقات العربية مع الصين فلا تتضمن هذه القمم في السعودية أي تغيير فيها من الناحية الدولية. صحيح أن السعودية قد استقبلت الرئيس الصيني بحفاوة لم يتمتع بها الرئيس الأمريكي بايدن أثناء زيارته لها في تموز 2022، لكن ذلك يدل على علاقة بمشاركة السعودية للجمهوريين في مناكفاتهم للديمقراطيين والرئيس بايدن، هذا فضلاً عن قلة الاحترام التي أظهرها الرئيس بايدن لولي عهد السعودية ابن سلمان. ثم إن الدول العربية قد وقعت اتفاقيات شراكة استراتيجية مع كل من الهند وألمانيا دون أن يعني ذلك أي ولاء أو تغيير في التبعية السياسية.
5- وإذا كانت الصين تعاني مشاكل سياسية كبيرة في محيطها القريب، مع تايوان التي تعتبرها جزءاً منها ولا تستطيع حتى اللحظة ضمها إليها، ومع فيتنام القريبة، ثم مشاكل الجزر مع دول عدة، وأن علاقاتها القريبة من الولاء تكاد تقتصر على كوريا الشمالية، فإن الصين بالتأكيد لا تطمح ولا تخطط لإيجاد ولاء سياسي لها في المنطقة العربية خاصة وأنها تعلم شدة ارتباط الحكام بأمريكا وبريطانيا، ولكل ذلك فإن زيارة الرئيس الصيني هذه وعقد هذه القمم وعقد اتفاقيات اقتصادية مهما بلغت قيمتها ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالتبعية السياسية، وهي من باب العلاقات الاقتصادية المفتوحة بين الدول، ولا يجب النظر إليها إلا من زاويتها الاقتصادية، وما يمكن أن تتضمنه من دلالات سياسية لا علاقة له بالمنطقة أو التبعية السياسية لحكامها. فمثلاً انتقاد الصين لإيران يعتبر تماهياً مع الموقف الغربي وإثباتاً بأن الصين لا تغرد خارج السرب العالمي المنتقد لإيران، ولا يتبعه أي تدخل سياسي صيني مع دول الخليج ضد إيران. وكذلك فإن تضمين البيان الختامي لانتقادات مبطنة لروسيا مثل احترام سيادة الدول وعدم استخدام القوة واحترام حسن الجوار يعتبر دلالة ضمن دلالات آخذة في التصاعد بأن الصين لا تتحالف مع روسيا في حربها على أوكرانيا وأنها تنتهج نهجاً دبلوماسياً سلمياً في علاقاتها بالعالم.
6- إن الصين تتقارب مع منطقة الخليج اقتصادياً لأنها تتخوف وبقوة من أن تقطع أمريكا وأوروبا سلاسل الصناعة الصينية خاصة سلاسل التصدير للأسواق الغربية، فما يجري تداوله اليوم بخصوص الخطأ الاستراتيجي في الاعتماد الكبير على موارد الطاقة الروسية في أوروبا هو عين ما هو قادم من الاعتماد الكبير في الغرب على سلاسل التصنيع الصينية، وقد بدت مؤشرات قوية لذلك، فقالت وزيرة الخارجية الألمانية بربوك: (لقد أظهرت تجربة ألمانيا مع روسيا "أننا لم نعد نسمح لأنفسنا بأن نصبح معتمدين وجودياً على أية دولة لا تشاركنا قيمنا. إن الاعتماد الاقتصادي الكامل على أساس مبدأ الأمل يتركنا منفتحين على الابتزاز السياسي". الميادين، 2/11/2022)، وكتب المستشار الألماني شولتز عشية مغادرته بكين مقالاً في صحيفة "فرانكفورتر تزايتونغ"، قال فيه (إن على ألمانيا أن تغير "مقاربتها" للصين التي "تتجه إلى مقاربة سياسية ماركسية لينينية". وأكمل يقول إنه على الشركات الألمانية أن تتخذ خطوات "لتقليل اعتمادها الخطير" على سلسلة التوريد الصينية، الشرق الأوسط، 4/11/2022). وفي هذا الإطار ومن أجل محاولة منع ذلك فإن الصين تقوم بأعمال وقائية لمنع سلاسل توريدها للغرب من التعرض لما تعرضت له سلاسل روسيا خاصة في موضوع الطاقة، والظاهر حتى الآن من أعمال الصين الوقائية الأعمال التالية:
أ- فصل نفسها عن روسيا: فإذا كانت الصين قد أملت بأن ينجح رئيس روسيا بوتين بفرض أمر واقع في أوكرانيا وما يتبعه من دور عالمي أكبر لروسيا فكان موقف الصين غامضاً في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا فإن الدعم الأمريكي والأوروبي الكبير للغاية لأوكرانيا أعطاها قوة للصمود، فعندها أخذت الصين تبتعد عن روسيا وزادت انتقاداتها المبطنة لروسيا، وقد لوحظ ذلك بعد المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني (تشرين أول 2022) وسيطرة الرئيس شي جين بينغ على مقاليد الأمور بشكل تام وإبعاد خصومه عن المكتب السياسي للحزب، ومن ثم زادت الصين في الابتعاد عن روسيا المتهورة. والصين لا يمكنها تحمل أن تقطع أمريكا والدول الأوروبية سلاسل الصناعة الصينية كما قطعت سلاسل الطاقة الروسية، وهذا أخذته الصين في الحسبان.
ب- التماهي مع المواقف الغربية: صارت الصين تعلن التزامها وتقيدها بالنظام الدولي (الأمريكي) وتنتقد ما ينتقده الغرب كتدخل إيران في شؤون دول الخليج، وبهذا فإن الصين تريد أن تقول للغرب بأنها واحدة من دول العالم "المتحضر" الذي يرفض السياسات الهمجية لبعض الدول، وربما نشهد في الأيام القادمة زيادة في هذه المواقف الصينية، ومنها الابتعاد عن أي تصعيد عسكري مع تايوان ومطالبة أمريكا بتخفيف تصعيدها، وكذلك المساعدة في حلحلة الأزمة النووية حول كوريا الشمالية، وكل ذلك بهدف وقف السياسة الأمريكية وكذلك الأوروبية لقطع سلاسل التوريد الصناعي من الصين.
ج- زيادة الاهتمام بالبدائل الاقتصادية: وتنظر الصين لأسواق البلدان العربية باعتبارها بديلاً وإن كان لا يزال غير مهم للأسواق الغربية، بمعنى أنه في حالة قطع (أو تخفيف) سلاسل التوريد الصينية مع أمريكا وأوروبا فإن الأسواق العربية يمكن أن تشكل نوعاً من البديل وإن كان لا يزال هامشياً قياساً بالأسواق الأمريكية والغربية، وإذا قرن هذا بأسواق أفريقيا وأمريكا اللاتينية فإن الاقتصاد الصيني يكون قد أوجد متنفساً في حال الاختناق بفعل التوجهات الجديدة في أمريكا وأوروبا لتقليل اعتمادها على الصين.
7- أما من الناحية الاقتصادية للدول العربية، فيمكن النظر لهذه القمم سواء الخليجية أو العربية، على النحو التالي:
أ- بعد عقود من فشل الحكم الشامل في البلدان العربية فقد أصبحت هذه البلدان كالغابات الجافة التي تنتظر من يشعل فيها عود الثقاب، فبعض هذه البلدان تدفع ما يزيد عن نصف الضرائب المحصلة كفوائد لقروضها الربوية، وأخذت عملاتها بالانهيار الكبير وارتفعت الأسعار بشكل حاد نتيجة سياساتها الاقتصادية الفاشلة وعمق تبعيتها للغرب ما يهدد باشتعال الاحتجاجات، وتعاني كل البلدان العربية تقريباً باستثناء دول الخليج من مشاكل اقتصادية حادة. وهذا الواقع يجعل هؤلاء الحكام ينظرون للصين باعتبارها منقذاً اقتصادياً محتملاً، فمنها يمكن أخذ المزيد من القروض وتجنب بعض الشروط القاسية لصندوق النقد الدولي، ويمكن للصين عبر مشاريعها الخارجية الكبيرة أن تقيم استثمارات ضخمة في هذه البلدان وتكون فيها الفائدة والمنافع للحكام وأعوانهم بسبب الفساد الحكومي المستشري في أروقة الحكام.
ب- وأما من ناحية أمريكا فإن مشاكلها الاقتصادية جعلتها تعتمد على عملائها بشكل أكبر كعقود السلاح الخيالية التي وقعتها إدارة ترامب مع السعودية، بل وتضغط على عملاء غيرها لمصلحة فائدتها الاقتصادية كما كان من ضغط عملاء أمريكا على قطر عميلة الإنجليز حتى صارت أموال قطر المستثمرة في أمريكا تشكل لحكامها طوق النجاة للبقاء في الحكم، بل إن الرئيس الأمريكي ترامب قد طالب الحكام في المنطقة بالدفع لقاء الحماية الأمريكية لهم. ولأن هؤلاء الحكام يعانون من مشاكل كبيرة فإن أمريكا إما أنها تدفعهم أو لا تمانع في توجههم الاقتصادي نحو الصين، وربما تخطط أمريكا اليوم أن ترهق الاقتصاد الصيني بالمساعدات الاقتصادية المقدمة لعملاء أمريكا في المنطقة كجزء من سياستها لوقف صعود الصين، بمعنى أن التعاون والشراكات الاقتصادية الصينية العربية لا تشكل بحال تهديداً لولاء هؤلاء الحكام.
8- وبكل هذا تتضح الأهداف الصينية من هذه القمم، فهي أهداف اقتصادية بالدرجة الأولى، والصين لا تنافس أمريكا وأوروبا النفوذ السياسي في المنطقة العربية، فقدراتها وإرادتها أضعف من ذلك، بل إنها لا تستطيع حسم النفوذ السياسي لصالحها في محيطها القريب شرقي آسيا. فالصين تريد عبر هذه القمم واتفاقيات الشراكة الاقتصادية التي توقعها أن يبقى شريان المنطقة العربية يردف اقتصادها سواء موارد الطاقة من الخليج أو أسواق البلدان العربية لصناعاتها، وهي تستغل هذه وغيرها من المناسبات لتقول بأنها جزء من العالم المتحضر، وتقول أيضاً بأنها ليست جزءاً من معسكر الدول التي يسميها الغرب ب"الدول المارقة" ككوريا الشمالية وإيران ولا تريد أن تصيبها العزلة الدولية التي تلتف اليوم حول عنق روسيا تريد خنقها، وتريد الصين أيضاً أن تكون لها علاقات اقتصادية راسخة مع المنطقة العربية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لتكون بمجموعها بديلاً عن الأسواق الغربية، هذا إذا ما اشتد الضغط الغربي على الصين وقطعت الدول الغربية سلاسل التوريد الصناعي معها، فالصين تحاول تلافي ذلك أو التخفيف منه عبر سياسة ملاينة الغرب وعبر سياسة آخذة في التشكل هي الابتعاد عن روسيا.
9- وإن مما تجب الإشارة إليه أن "زعماء العرب" لم يخطر ببالهم أثناء هذه القمم إثارة أعمال الصين الوحشية ضد المسلمين في إقليم شينجيانغ "تركستان الشرقية" وذلك في أحاديثهم "الودية" مع الرئيس الصيني، فلم يجر بحثها وكأنها غير موجودة! وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شدة تخاذل حكام العرب هؤلاء وشدة ضعفهم وأن أمر المسلمين لا يعنيهم، وأن القضية المركزية لكل هؤلاء الحكام هي الحفاظ على الكرسي في ظل حالة العداء الهائجة من شعوبهم ضدهم، وفي ظل فشل شامل لكل سياساتهم وعجزهم عن التعامل مع أي قضية تمس حياة الناس. وإنما ركز الحديث على العلاقات الاقتصادية والتجارة الدولية وكأن جرائم الصين ضد المسلمين الإيغور في عالم آخر!
10- إن حكام العرب اليوم، بل وحكام المسلمين، هم في أسوأ حالة لهم منذ هدم الخلافة، وهي حالة تنذرهم بقرب الفناء، فحجم الخراب الذي صنعته أيديهم بالتنسيق مع أمريكا وأوروبا، وحتى مع الصين، هو أمر هائل لدرجة أنهم يتخبطون في معالجته وهم بعيدون عن تحقيق أي نجاح يبرر لهم الاستمرار في الحكم، ودرجة الفشل هي التي تفرق بين حاكم وآخر.. هذا فوق غضب الله تعالى عليهم، فقد تركوا إسلامهم خلف ظهورهم، وحاربوا العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية في الأرض، واتبعوا أمر كل طاغية كافر مستعمر كأنما أصابتهم غاشية ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُون﴾.
في الثاني والعشرين من جمادى الأولى 1444ه
16/12/2022م