أجرت صفحة "الخلافة خلاصنا" حواراً مع الدكتور ماهر الجعبري، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، حول الخلافة والثورات والإعلام، نورده كما جاء في مصدره.
1) ما تقييمك للفعاليات التي اجراها الحزب في فلسطين؟؟ هل كانت ناجحة ضمن خطة الحزب التي وضعها لهذه الفعاليات؟
الحمد لله تمت الأعمال بنجاح سياسي وميداني، وحشدت الناس مع غاية الخلافة، لكن الإعلام كعادته عتم على ذلك.
2) ما الهدف الذي نظرتم اليه في مسألة توقيع العشائر على ميثاق الخلافة؟
ميثاق العشائر هو عمل سياسي أردنا من خلال حشد القوة العشائرية في فلسطين مع تطبيق الشريعة بإقامة الخلافة، ومع إرجاع قضية فلسطين إلى حضن الأمة وتحميل الجيوش مسئولية التحرير بالجهاد والالتحام بثورة الشام، وأردناه نموذجا لعمل سياسي يكون له ما بعده كما كان متصلا بما قبله من أعمال أخرى مثل ميثاق الخلافة في الشام الذي وقعته الكتائب المسلحة، وليكشف عن قوة الرأي العام مع قضايا الأمة التي نتبناها.
3) هل العمل للخلافة الذي قمتم به في هذا العام في فلسطين وضع يختلف عن الأعوام التي سبقته، أم انه عمل روتيني قمتم به في هذه الذكرى؟
ليس ثمة من أعمال روتينية، فالحزب إنشائي ارتقائي لا يتوقف عن النمو وكسب التأييد، لذلك ظهر اتساع أعمالنا بما يعكس ذلك، وكان الميثاق العشائري حدثا مميزا تميزت به فعاليات هذا العام. وانتزعنا حقنا في ممارسة العمل السياسي الميداني ورسّخناه خصوصا في المناطق التي حاولت رجالات السلطة فيها منعنا في الأشهر الماضية مثل جنين وطولكرم،
4) هل اختلف تعامل السلطة معكم في ضوء سماح السلطة لكم بالقيام بهذه الفعاليات في منطقة الشمال، جنين مثلا؟
نحن نلتزم نهجنا دائما بإعلام الجهات المعنية، وننتزع حقنا بالعمل السياسي، ونمارس واجبنا الشرعي، مهما كلف من ثمن، وعندما تزن رجالات السلطة الأمور على هذا النحو تعود الأمور إلى سياقها الطبيعي.
5) هل اختلفت نظرتكم للسلطة بعد حرية قيامكم بالفعاليات أم ما زلتم على نظرتكم القديمة للسلطة؟
السلطة مشروع سياسي باطل، تقوم على شق خدماتي يعفي الاحتلال من مسئولياته، وعلى شق أمني يحفظ للاحتلال أمنه، وهي إفراز كريه لمسار تصفية قضية فلسطين، ولن تتغير نظرتنا السياسية لها إطلاقا بغض النظر عمّن يكون على رأسها وكيف يديرها.
6) هل تأثرت فعالياتكم للخلافة في العالم الإسلامي بالربيع العربي للثورات؟؟ أي هل اختلف محتواها او مضمونها عن الأعوام السابقة؟
حزب التحرير محرك رئيس للأمة، وخصوصا في الشام، ولذلك أفكارنا الإسلامية هي التي تؤثر في الأمة، وفكرة تطبيق الشريعة وإقامة الخلافة (محور عمل الحزب) تهيمن على كثير من ميادين الأمة الثورية وخصوصا في الشام، ولذلك نحن نؤثّر بالأمة، ولا شك أن أجواء الربيع العربي قد حسنت أجواء التأثير، وجعلت محتوى الفعاليات يركز على النفس الثوري في الأمة، وعلى تأييده، وتوجيهه نحو الخلافة.
7) ما هي خصوصية الثورة السورية التي تتحدثون عنها؟؟؟ وهل هذه هي فرصتكم الوحيدة لإقامة الخلافة؟
خصوصية ثورة الشام أنها رفعت منذ اليوم الأول شعار هي لله، وتبنّى الثوار الإسلام في عملهم السياسي وفي غايتهم، وما زال اختراق وسط الثوار الإسلامي من قبل الغرب أمرا عسيرا، إضافة لذلك فهي ارتبطت بأرض الشام التي تضافرت حولها مبشرات غيبية في الأحاديث النبوية، من مثل أن الشام عقر دار الإسلام. والعمل لإقامة إقامة الخلافة أكبر من مجرد فرصة هنا أو هناك، ولا يمكن لأمة عريقة وممتدة ومبدئية كالأمة الإسلامية إلا أن تحقق غايتها وخصوصا أنها مبشرة بذلك بالوحي.
8) كيف تصف تقدم العمل لإقامة الخلافة في العالم الإسلامي؟
إن قوة الرأي العام مع تطبيق الشريعة والخلافة واضح بيّن لكل متابع، ومرصود في دراسات الرأي العام العالمية، ونلمسه من خلال تواصلنا الحي مع الناس والمؤثرين، وهنالك تقدم كبير في جمع القوة الناصرة مع الفكرة الظاهرة، ولذلك نقول أظل زمان الخلافة.
9) أنتم تقولون إن الإعلام يعتم عليكم؟؟ لماذا؟
الإعلام ذو أجندة مرتبطة بالحكام، ومؤسساته أبواق لتلك الأنظمة التي تموّله، ولذلك فسياسة التعتيم هي قرار سياسي للحكام لمواجهة انتشار مشروع الخلافة، ومحاولة لإعاقة كسب الرأي العام، وسبب ذلك واضح جلي، فالحكام يواجهون مشروع الخلافة لأنه يزلزل أركانهم، ويخلع النفوذ الاستعماري الذي مكنهم من رقاب المسلمين
10) هل يمكن ان تقوم خلافة في منطقة تعج بالاختلافات الكبيرة بين أبناء المسلمين من سنة وشيعة أو إخوان وسلفيين وتحريريين؟
أبناء المسلمين عموما هم محل حسن الظن بالإخلاص لديهم طاقة كامنة قابلة للتفجر الإيجابي بغض النظر عن انتماءاتهم الفئوية، وإذا كان قد التبس على بعضهم الآن مسار التقارب مع الغرب ومشروعاته، وإذا كانوا قد تأثروا بالتضليل الذي يمارس عليهم، فلا شك أنهم سيدركون نهج المفاصلة وينحازون معه مع انبثاق الخلافة، وإذا حاولت بعض القيادات إعاقة ذلك فستكون محاصرة شعبيا، وتفقد آخر قدرة على الحضور السياسي بين المسلمين، لأنها ستكون ضد الخلافة التي تجمع الأمة وتوحدها.
11) ما الذي ستقدمونه للمجتمع الدولي ليقبل بدولتكم التي تعملون على إقامتها؟ وكيف ستواجهون هذا المجتمع الدولي إن رفض دولتكم الجديدة حال قيامها؟
دولة الخلافة لا تخطب ود المجتمع الدولي، بل تتحداه سياسيا وحضاريا، وهي ستعمل على تغيير المشهد السياسي العالمي على غير ما هو مألوف الآن، وستواجه القوى الاستعمارية عسكريا حسب خطط عسكرية تأخذ بالحسبان قوة الدولة الناشئة، ولي مقال تفصيلي حول السياسية الخارجية والتعامل مع دول الجوار مع انبثاق الخلافة، من المتوقع أن يظهر في العدد الخاص من مجلة الوعي قريبا إن شاء الله, وفيه تفاصيل تتعلق بهذا السؤال.
12) ما هي الرسالة التي يريد الحزب إيصالها من خلال فعالياته الكثيرة في العالم، ما هي الرسالة للعالم وللشعوب الإسلامية وللإعلام؟
رسالتنا أن الخلافة هي مشروع أمة وليست عملا حزبيا خاصا، وهي الحل الجذري لقضايا المسلمين، ولذلك كان شعار فعاليتنا في فلسطين أن الخلافة تحرر الأقصى وتغيث المسلمين وتنقذ البشرية،
والعمل لها فرصة طاعة لن تتكرر، وهي دعوة للمسلمين للجميع أن يلتحقوا بركبها قبل انبثاقها، والانخراط بهذا الواجب الشرعي لنيل رضوان الله. أما مؤسسات الإعلام فهي دوائر في الكيانات الجبرية المسلطة على الأمة وهي لا تملك أمرها، بل ننصح الإعلاميين أن يكونوا أهل قضية قبل أن يكونوا أصحاب وظيفة: كونوا مع الخلافة قبل أن تكون عليكم.
20-6-2013