التغطية الإعلامية لخبر(التسوية كالتصفية لا شرعية لها والتفريق بينهما تلاعب بالألفاظ)
التفاصيل
نشرت بعض وسائل الإعلام الخبر الصحفي الذي نشره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين تعليقاً على تصريحات مشعل والتي فرق فيها بين التسوية والتصفية في إقرار ضمني منه للمفاوضات بأطر ومقاييس جديدة.
حزب التحرير-فلسطين: التسوية كالتصفية لا شرعية لها والتفريق بينهما تلاعب بالألفاظ
تعليقاً منه على تصريحات السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في حفل إفطار أقامته الحركة للصحفيين، والتي اعتبر فيها المفاوضات المزمع عقدها تصفية وليست تسوية، ودعا من خلالها إلى تبني إستراتيجية وطنية بديلة تقوم على تعزيز خيار المقاومة وامتلاك أوراق القوة، رأى حزب التحرير-فلسطين في هذه التصريحات تلاعباً بالألفاظ ومؤشراً على قبول الحركة الضمني لمبدأ التفاوض مع كيان يهود المغتصب لفلسطين بأطر ومقاييس جديدة.
واعتبر الحزب تصريحات مشعل أنها "تضمنت العديد من المغالطات السياسية والشرعية التي تتصادم مع من يزعم طرح نهج شرعي وتصور إسلامي لقضية فلسطين".
واعتبر الحزب أن رفض مشعل للمفاوضات "من زاوية النجاح والفشل، والقوة والضعف، ومآل هذه المفاوضات، دون أن يتطرق للموقف المبدئي منها والذي يمليه الإسلام على كل مسلم" هو مغالطة واضحة.
ورأى الحزب أن"المفاوضات مع الكيان اليهودي الغاصب ليست مرفوضة لمجرد أنها لا تحقق مصالح الشعب الفلسطيني ولا لمجرد أنها تجري دون غطاء فلسطيني أو عربي أو لأنها تفتقر لأوراق قوة تدعم موقف المفاوض الفلسطيني، بل لأنها تخالف الأحكام الشرعية وتتصادم مع الإسلام الذي يحرم الإقرار بشرعية المحتل لأي شبر من أرض المسلمين، كما أنها ترفض أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيلاً وسلطاناً". بحسب تعبير الحزب.
واعتبر الحزب "أن التفريق بين التسوية والتصفية هو بدعة سياسية يراد منها الإقرار الضمني بعملية التفاوض شريطة أن يكون موقف المفاوض الفلسطيني قوياً لئلا يقدم تنازلات مشينة، لكن –ضمنياً- يرى مشعل بتصريحاته هذه أن لا بأس بالتفاوض مع الكيان اليهودي ضمن معادلة جديدة."
وتساءل الحزب تعقيباً على تفريق مشعل بين التصفية والتسوية بالقول "وإلا فما الفرق بين التصفية والتسوية؟! وما حدود كل منها؟! وهل هذا التفريق قائم على اجتهادات السيد مشعل أم أنه يعتمد على رؤية شرعية؟! ومن ثم ألا يرى السيد مشعل أن كل حل مع كيان يهود سيكون بلا ريب تصفية لقضية فلسطين وتنازل عن جزء منها؟ ".
واستنكر الحزب اعتبار مؤسسات القرار الفلسطيني والجامعة العربية تضفي الشرعية على المفاوض الفلسطيني، معتبراً أن الشرعية لا تستمد سوى من الإسلام وما جاء به الوحي.
واعتبر الحزب "حديث السيد مشعل عن خطورة نجاح وفشل المفاوضات يصب كذلك في قبول مبدأ التفاوض لكن بأطر وقوالب جديدة وهو ما أسماه السيد مشعل بضرورة مراجعة المنهج القائم واعتماد إستراتيجية جديدة."
واعتبر الحزب كذلك أن "إستراتيجة مشعل الجديدة، تقوم على استثمار أعمال المقاومة دبلوماسياً، لا اعتمادها كنهج تحرير" وهو ما ألمح له مشعل بقوله "مطلوب تكتيك ومناورة ودبلوماسية"...ورأى الحزب "أن هذا الطرح الواقعي يتصادم مع رؤية الإسلام لتحرير الأرض المحتلة لا سيما إن كانت أرضاً مباركة كفلسطين، فلا سبيل لحلها سوى بتحريرها وتطهيرها من رجس يهود، ولن يكون ذلك على موائد الدبلوماسية بل في ساحات الوغى." بحسب تعبير الحزب.
وتساءل الحزب مجدداً "ثم ما وجه الخلاف بين شقي السلطة في رام الله وغزة في إدارة هذه القضية؟! هل هو خلاف على كيفية إدارة المفاوضات أم هو خلاف مبدئي ومفاصلة شرعية لا لقاء بينهما؟".
وحول الموقف الشرعي من قضية فلسطين رأى الحزب "أن الحكم لشرعي في قضية فلسطين لا يحتاج لكبير عناء حتى يدركه المرء فهو مكتوب على كف كل مسلم، فلا حل لقضية فلسطين سوى بتحريرها كاملة غير منقوصة، لا تحرير جزء منها وإقرار اغتصاب الكيان اليهودي للجزء الآخر، لا بمعاهدة "سلام" ولا باتفاقية دولية. "
ورأى الحزب "أن تحرير الأرض المحتلة لم يكن في يوم من الأيام ثمرة مفاوضات على أي أسس كانت بل كان ثمرة معارك طاحنة رسمت تاريخ الأمة وسطرت عزتها."
ووجه الحزب نداءً للفصائل الفلسطينية بالقول "فهلاّ أدرك قادة الفصائل الفلسطينية على اختلافها هذه الحقيقة البينة وأقلعوا عن السير في مشروع المفاوضات وتركوا القضية إذا ما عجزوا دونما اعترافٍ أو تفاوضٍ إلى أن يأتي رجالها وأهلها زاحفين في جيوش المسلمين فيدكوا حصون يهود، ويأتوهم من حيث لم يحتسبوا، فيصيبهم ما أصاب أشياعهم من قبل؟" بحسب تعبير الحزب.