تعليق صحفي

أهل باكستان ينتفضون ضد ترامب نصرة للقدس

والسلطة تعتبر سعيهم لتحرير كشمير من الاحتلال الهندي إرهابا

استدعت السلطة الفلسطينية سفيرها المعين لدى باكستان وليد أبو علي بسبب مشاركته في مهرجان الغضب لأجل القدس الذي عقد في حديقة لياقت باغ في مدينة راولبندي، وشارك فيه أمير جماعة الدعوة الإسلامية حافظ سعيد المتهم أميركيا وهنديا بـ"الإرهاب".. واعتبرت السلطة أن عمل السفير هو "خطأ غير مقصود، لكنه غير مبرر".... علما بأن حافظ سعيد نفا التهم الموجهة إليه مرات عدة، كما برأه القضاء الباكستاني من تهمة المشاركة في هجمات مومباي.

وقد حضر سفير فلسطين لدى باكستان صلاة الجمعة التي ألقى خطبتها حافظ محمد سعيد، وألقى كلمة حماسية عقب الصلاة دعا فيها لاستمرار دعم قضية القدس وفلسطين والتصدي للقرار الأميركي الجائر باعتبار القدس عاصمة لفلسطين.

ودعا سعيد لعقود بشكل علني إلى إنهاء حكم الهند في منطقة كشمير "المتنازع عليها"، في وقت اتهمته نيودلهي بإرسال مسلحين إلى المنطقة، وهو ما نفاها مرارا.

إن قضية كشمير المحتلة من قبل الهند عالقة منذ عشرات السنين كما هي قضية فلسطين المحتلة من قبل يهود، وذلك نتيجة تخاذل حكام المسلمين عن تحريك جيوشهم نصرة لفلسطين وكشمير لتحريرهما من الاحتلال اليهودي والهندي.

وبالرغم من أن أهل باكستان وأهل فلسطين قدموا التضحيات الكبيرة من أجل التحرير والتخلص من الاحتلال إلا أن حكام باكستان والسلطة الفلسطينية ومن ورائهم عموم حكام المسلمين خذلوا كشمير وفلسطين وتصالح حكام باكستان مع الهند واعترفت السلطة الفلسطينية بشرعية الاحتلال اليهودي على معظم فلسطين وبقي الاحتلال لفلسطين وكشمير.

وبمساندة من أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين وتخاذل حكام المسلمين اعتبرت المقاومة للاحتلال في البلدين إرهابا، واعتبرت الهند نفسها وكذلك كيان يهود من الدول التي تحارب "الإرهاب" لأنها تحارب الجماعات المقاومة للاحتلال، وهذا ليس غريبا على الدول المحتلة وليس غريبا كذلك على أمريكا ومثيلاتها من الدول الغربية فجميعها تدعم الاحتلال اليهودي وتدعم الاحتلال الهندي وتحقد على الإسلام والمسلمين واحتلت بلادهم قبل اليهود.

ولكن الغريب العجيب والمؤلم حقا أن تتوافق السلطة الفلسطينية مع أمريكا وكيان يهود والهند على اعتبار المقاومة الباكستانية الكشميرية والجماعات الإسلامية الداعمة لها أنها ((إرهابية)) وأن قادة هذه الجماعات من أمثال حافظ سعيد أنهم إرهابيون، فتخجل السلطة من التقاء سفيرها في باكستان أبو علي مع حافظ سعيد في احتشادات باكستانية جماهيرية داعمة للقدس وتحرير القدس والوقوف في وجه ترامب،

 ولم تكتف السلطة بهذا بل إن وزارة خارجية السلطة ((أكدت في بيانها على التزام دولة فلسطين وحرصها على المحافظة على العلاقات الطيبة التي تربطها بالهند، وكذلك دعمها للجهود التي تبذلها الهند في حربها على "الإرهاب"، ووقوف دولة فلسطين مع نيودلهي في التصدي "للتهديدات الإرهابية" التي تتعرض لها، وبناء عليه قرر وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني وبتعليمات مباشرة من رئيس دولة فلسطين، حسب البيان، استدعاء السفير الفلسطيني لدى باكستان فورا)).

إن أهل فلسطين يزدادون يقينا يوما بعد يوم بأن منظمة التحرير الفلسطينية ووليدتها السلطة الفلسطينية الخائنة لا تمثلان فلسطين وأهلها وأن قيادات السلطة الذين تنازلوا عن معظم فلسطين لليهود ليس غريبا عليهم أن يعتبروا العمل لتحرير كشمير إرهابا وأن يدعموا الهند في احتلالها لكشمير ويقفوا ضد أهل باكستان الذين يتشوقون لنصرة فلسطين  ولتحرير فلسطين من الاحتلال اليهودي وينتظرون اليوم الذي يشارك جيشهم القوي المؤمن بإسلامه مع الجيوش الإسلامية الزاحفة نحو فلسطين لتحريرها كاملة من الاحتلال اليهودي المجرم.