تعليق صحفي

اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تدعم توجهات عباس

في إلغاء مفهوم التحرير وتثبيت كيان يهود على معظم فلسطين

  عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اجتماعا في مقر الرئاسة برام الله برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، واستمعت إلى عرض للأوضاع والتطورات السياسية، وناقشت ما جاء في كلمته في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ودعوته المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية والتوقف عن التعامل مع (إسرائيل) باعتبارها دولة استثنائية لا تقيم وزنا للقانون الدولي وقرارات الشرعية ودفعها إلى التصرف بمسؤولية والامتثال للقانون الدولي والشرعية الدولية.

وكان محمود عباس هدد بحل السلطة الفلسطينية خلال خطابه في الأمم المتحدة، قائلا: لن يكون أمامنا سوى مطالبة (إسرائيل) كدولة قائمة بالاحتلال بتحمل مسؤولياتها كاملة عن هذا الاحتلال، وتحمل ما يترتب عليه من تبعات، فلم يعد بإمكاننا الاستمرار كسلطة دون سلطة، وأن يستمر الاحتلال دون كلفة، نحن نقترب من هذه اللحظة، وبين عباس في خطابه أن عشرات القرارات صدرت عن مجلس الأمن، أعلى سلطة في العالم، تقول قرارات الضم غير قانونية، أين نذهب إذن! لن نذهب للإرهاب والعنف.

 

بحسب الخبر الكامل الوارد على وكالة معا فإن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلال اجتماعها دعمت خطاب عباس وكل ما قاله في الأمم المتحدة وأعادت التأكيد عليه، وهي بهذا تؤكد على جرائم المنظمة تجاه فلسطين من خلال الاتفاقيات الخيانية التي وقعت باسمها مع كيان يهود المحتل بما في ذلك اتفاقيات أوسلو والخليل وواي ريفر وغيرها.

إن عباس أكد في خطابه على الاعتراف بدولة الاحتلال على المحتل عام 48 وهو معظم فلسطين ويقر أن الاتفاقيات مع كيان يهود لم تحرر شبرا من المحتل عام 67 وهو يشكل فقط 23% من فلسطين، بل هو يقر أن لا سيادة ولا سلطة بيد السلطة الفلسطينية، ويقر بأن السلطة رفعت الأعباء الأمنية والمالية والسياسية والصحية والتعليمية عن الاحتلال وجعلت الاحتلال هو أرخص احتلال في التاريخ بل بلا ثمن!

ومع كل ذلك يصر عباس على تسليم قضية فلسطين للأمم المتحدة والدول الكبرى الداعمة للاحتلال، ويقول "أين نذهب إذن! لن نذهب للإرهاب والعنف"، وهو بهذا ينفي فكرة اللجوء لجيوش المسلمين من أجل القيام بحرب لتحرير فلسطين بل ويعتبر مقاومة المحتل من قبل أهل فلسطين وغيرهم عنفا مرفوضا وإرهابا! أي أنه يغيب مفهوم التحرير تماما ويعمل على إلغائه في أذهان أهل فلسطين ومن حولهم ويطمئن كيان يهود بإلغاء هذا المفهوم، حتى إن عباس لم يهددهم مجرد تهديد بفكرة الحرب والمقاومة من أجل التحرير أو من أجل إقامة الدولة الهزيلة التي يطالب بها، بل هددهم بحل السلطة وإعادة المسئولية الأمنية والمالية وغيرها إلى كيان يهود المحتل!!.

إن قضية فلسطين ببساطة شديدة هي قضية أرض احتلها عدو مجرم تحتاج إلى تحرير، وتحريرها لا يكون بالمفاوضات ولا من خلال الأمم المتحدة ولا من خلال اللجوء إلى الدول الكبرى التي أوجدت كيان يهود ودعمته ماليا وعسكريا وبالقرارات الدولية الظالمة والتي تقتل المسلمين في كل بلاد المسلمين...

بل إن تحرير فلسطين يحتاج إلى رجال يحبون الاستشهاد والموت في سبيل الله كما يحب يهود الحياة، وجيوش الأمة تفيض بهؤلاء الرجال وتملك السلاح وهي قادرة على مسح كيان يهود من الوجود في أيام إن لم يكن في ساعات لو توفرت الإرادة السياسية وتوفر الإعداد الجيد، وبما أن الحكام لا تتوفر عندهم الإرادة السياسية لهذا، فعلى الجيوش أن تخلعهم من كراسيهم وتنصب حاكما عادلا قويا يبايعونه على الحكم بالإسلام في خلافة راشدة على منهاج النبوة وحينها يحصل التحرير ويفرح المؤمنون بنصر الله.

﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴾