تعليق صحفي
كذب الحكام وما صدقوا يوما في معاداة يهود!
كلّف وزراء الخارجية العرب، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بإجراء المشاورات اللازمة مع الدول الأعضاء لتشكيل لجنة وزارية بشأن رفض ترشيح "إسرائيل" لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020.
تأتي هذه التصريحات في وقت انتشرت فيه التسريبات الصحفية التي تتحدث عن زيارات خليجية لدولة الاحتلال وفي الوقت الذي يتبجح فيه رئيس وزراء يهود بمتانة علاقة الدول العربية بكيانه بما لم يشهده التاريخ من قبل، فهل حقاً يغيظ الحكام وجامعتهم وجود مقعد للاحتلال في مجلس الأمن؟
إن تاريخ تآمر الحكام مع كيان يهود منذ نشأته حتى يومنا يفضح هذه المزاعم، فهم الذين ثبتوا هذا الكيان بحروب مسرحية، وهم الذين يسهرون على حمايته ورعايته نيابة عن المستعمرين، وهم الذين أجهضوا مقررات غولدستون، وهم الذين صوتوا لصالح كيان يهود في عدد من المحافل الدولية كما فعل النظام المصري والاماراتي والمغربي والأردني، وهم الذين يرون في كيان يهود حليفا ضد الإرهاب المزعوم وشريكا للسلام، ولا يزالون يتشبثون بالمبادرة "العربية للسلام" كما لو كانت نصاً منزلاً وما هي إلا من بنات أفكار توماس فريدمان!
إن حقيقة موالاة الحكام -بأنظمتهم الممانعة والمطبعة على حد سواء- لكيان يهود لا تخفى على أحد، وما عادت علاقتهم الوطيدة بهذا الكيان المجرم بحاجة لتسريبات صحفية أو لمصور يختبئ ليلتقط لهم الصور من وراء ستار، فرائحة تنسيقهم مع المحتلين أزكمت الأنوف وتآمرهم معهم ضد المسلمين بات ظاهراً جلياً.
إن كل الإجراءات التي يتخذها الحكام ضد يهود مخادعة، وما ظنّه الناس يوما ضد المحتلين لم يكن نابعاً من عداء لهم بل مرده توجيهات أسيادهم وحرصاً على هذه الكيان المحتل من غضبة الأمة وتحركها، ويكفي للدلالة على ذلك تصريحات عباس الذي يعدهم بالتطبيع مع ٥٦ بلد إسلامي وتمسك الحكام بمبادرة السلام المخزية في الوقت الذي يأنفها المحتلون.
فعلى الأمة أن تدرك حقيقة اصطفاف الحكام ويهود في صف واحد، وأن تنفض عن هؤلاء الأقنان ومشاريعهم ولا تنخدع بهم طرفة عين، وأن تسعى جادة لإزالة عروشهم وإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضها فتستعيد سلطانها وتحرر مقدساتها وتعود خير الأمم.
١٣-٩-٢٠١٧