تعليق صحفي

تشاكس العملاء يكشف ولاءاتهم

  قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه يتوجب على الإمارات "وقف مغامراتها التخريبية في المنطقة كونها تفوق قدراتها وحجمها"... وجاء موقف الخارجية الإيرانية ردا على تصريحات وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد انتقد فيها الدور "الاستعماري" لإيران وتركيا في سوريا. وطالب ابن زايد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في أبو ظبي أمس الثلاثاء إيران وتركيا بالخروج من سوريا لأنهما تحاولان "التقليل من هيبة وسيادة الدولة السورية" (الجزيرة نت30/8/2017).

بكل وقاحة، يتحدث وزير الخارجية الإماراتي عن "الدور الاستعماري" لإيران وتركيا في سوريا أمام وزير خارجية روسيا، المستعمر الأشرس على الساحة السورية، الذي أراق دماء المسلمين فيها بلا رحمة، دون أن ينبس الوزير الإماراتي ببنت شفة ضد العدوان الروسي على سوريا. وهو إذ يتحدث بذلك، يقوم بالمهمة الموكلة إليه من سيده البريطاني في التشويش على عملاء أمريكا في المنطقة تارة والسير إلى جانبها تارة أخرى، وفي عرقلة الدور الإيراني والدور التركي، اللذان تقومان بهما وكالة عن أمريكا في سوريا، ويقدمان فيها دماء المسلمين على مذبح "الحرب على الإرهاب"، التي هي حرب أمريكية واستعمارية على الإسلام.

وترد عليه الخارجية الإيرانية دفاعا عن المصالح الأمريكية وانحيازا لها أمام تحريض العميل البريطاني ضدها، إذ إن الوجود الإيراني ولحقه التركي في الشام هو تحقيق للأجندة الأمريكية في الحفاظ على بشار وفي مقاتلة الثوار، حتى ينضج البديل أو تنهك الثورة.

 وهذا التشاكس بين عملاء بريطانيا وعملاء أمريكا يكشف خارطة الولاءات في بلاد المسلمين، ويفضح عمالتهم، ويؤكد للمسلمين أنه لا خلاص لهم إلا بالتخلص من الحكام العملاء وأنظمتهم، سواء جاهروا بالعلمانية أم تمسحوا بشعار الإسلام، وإقامة حكم الإسلام مكانهم في خلافة راشدة على منهاج النبوة.