تعليق الصحفي
كيان يهود يهرب للأمام عندما يتحدث عن خطر إيران
قال رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو إن اتساع وتزايد النفوذ الايراني في سوريا يشكل تهديدا خطيرا "لإسرائيل" والشرق الاوسط والعالم بأسره. جاءت أقوال نتنياهو أثناء اللقاء الذي جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء. وجاءت زيارة نتنياهو لروسيا والتي يرافقه فيها رئيس جهاز "الموساد الإسرائيلي" يوسي كوهين، لبحث آخر التطورات على الساحة السورية ...وكذلك لبحث الأحداث الأخيرة التي جرت في المسجد الأقصى (وكالة معا).
لقد سبق أن صرّحت القيادات اليهودية أنها لا تعتبر إيران عدوا، وقد نقل عن وزير الخارجية في حكومة نتنياهو السابقة (ديفيد ليفي) قوله: "إن اسرائيل لم تقل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو" (نقلا عن جريدة هاآرتس اليهودية في 1/6/1997 كما أوردت بعض المواقع العربية، أنظر مثلا "النظام الإيراني والتقيّة الكبرى!" على موقع البيان.
هذه هي الحقيقة الصارخة رغم كل الجعجعات الإعلامية الفارغة، وإيران جعلت يوما رمزيا للقدس للاستهلاك العاطفي، بينما ظلّت صامتة أمام كل الاعتداءات اليهودية على الأقصى وعلى المرابطين فيه، وصمتت عن برامج التهويد صمت القبور، وأشغلت حزبها في لبنان في محاربة ثوار الشام، بينما أدار ظهره لليهود، حتى وهي تغتال قياداته.
إن حكام إيران الذين يسيرون في ركاب العمالة الأمريكية منشغلون اليوم في التنسيق العسكري مع حكام تركيا لإراقة دماء المسلمين على مذابح القوميات (الكردية والتركية والفارسية...) وفي ساحات المذهبيات (سنة وشيعة)، ومن أجل الأجندات الاستعمارية التي فرقت بلاد المسلمين، وللحفاظ على عروش المستبدين كبشار، ولا يخطر ببالها أن تحشد قوتها للقضاء على الكيان اليهودي ولتحقيق الشعارات العاطفية الذي يتغنى بها أبواقها ضد كيان يهود.
ولذلك فإن حكام إيران لن يكونوا يوما تهديدا لكيان يهود، ونتنياهو يدرك ذلك، وهو يستغل الورقة الإيرانية لتنفيس الضغوط السياسية عليه، وللهروب للأمام من أي هجوم دبلوماسي على حكومته، ومن أي دفع للحراك السياسي نحو تسوية قضية فلسطين على أساس حل الدولتين، الذي ينتقص من السيادة اليهودي التي يريدها نتنياهو وحزبه الليكودي على كل فلسطين.