تعليق صحفي

حكام الإمارات أجراء عند بريطانيا ضد حلفاء أمريكا

نشرت الجزيرة نتنقلا عن صحيفة ديلي بيست الأميركية بأن مجموعة من قراصنة الإنترنت اخترقت البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، وقام القراصنة بالاستيلاء على وثائق السفير، ثم سربوا بعضها إلى الصحيفة. وتكشف هذه الوثائق عن كيفية استخدام ملايين الدولارات من أجل إيذاء سمعة حلفاء أميركا.

يؤكد هذا الخبر التحليل السياسي الذي نشره أمير حزب التحرير العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة تحت عنوان تبعية الإمارات ومواقفها من بعض القضايا الإقليمية الساخنة، وقال فيه "مارست الإمارات دورها بإتقان فانضمت إلى التحالفات الاستعمارية في المنطقة تنفيذاً للسياسة البريطانية، سواء أكانت التحالفات إنجليزية على حقيقتها أم كانت أمريكية، فتدخلها الإمارات على الطريقة البريطانية لتكون عين بريطانيا على السياسة الأمريكية"، وأضاف "الإمارات تقوم بلعب دور يرسمه الإنجليز".

ومن هذه الزاوية يمكن فهم ما ورد في الخبر من محاولة الإمارات "إيذاء سمعة حلفاء أميركا"، ولا يمكن أن يكون ذلك من زاوية كفاحية لدى حكام الإمارات ضد أمريكا وأنى لهم ذلك؟ وإن نشر الجزيرة –ذات التبعية البريطانية- لهذا الخبر لا يعني أنها تخدم أمريكا في فضح الإمارات، بل هو توزيع أدوار بين عملاء بريطانيا في دول الخليج، منه ما هو مكشوف الآن ومنه ما تكشفه الأيام.

وإنه لمن العار على علماء السلاطين في الخليج أن يحصروا مواعظهم في أحكام الحيض والنفاس ومبطلات الصوم – على أهميتها- بينما يتعامون عن تضييع بلاد المسلمين ورهنها للتبعية للدول الاستعمارية، وهؤلاء العلماء الذين يتابعون أخبار الصراع الذي يخوضه حكامهم خدمة لأسيادهم وهم  صامتون لا ينبسون ببنت شفة، سيسألهم الله عن أمانة العلم، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟".

3-6-2017