تعليق صحفي
رغم اللطمات المستمرة...أصحاب المشروع "الوطني!" متمسكون "بالسلام"!
قال رئيس وزراء كيان يهود "على اسرائيل الحفاظ على سيطرتها العسكرية والأمنية الكاملة في الضفة الغربية حتى لو تم التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين". تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد العدوان الهمجي بحق القدس وأهلها ومقدساتها والتي كان آخرها اعتداء عشرات المستوطنين فجر اليوم الأربعاء على أهل بلدة سلوان وممتلكاتهم جنوب المسجد الأقصى واقتحام قوات الاحتلال لحي الصوانة واعتقال ثلاثة أشخاص.
لم يكن عقد حكومة الاحتلال لمجلسها الوزاري قرب حائط البراق حدثاً عابرا، ولم تكن اجراءاتهم التهويدية سياسة منعزلة، بل هي نهج دأب عليه كيان يهود تجاه هذه المدينة منذ احتلالها، وهو ما يؤكد وهم ما يسمى بالسلام، وأن يهود لا يمكن أن يخرجوا من القدس وبقية فلسطين بمحض اختيارهم وطواعية عبر لقاءات استسلامية تسمى مفاوضات.
إن تصريحات نتنياهو بضرورة بقاء سيطرتهم الأمنية على الأراضي المحتلة عام ٦٧ أو جزئها الذي يتطلع إليه أصحاب المشروع "الوطني!" ليكون أرضاً لدويلتهم، تعطي تصوراً عن طبيعة الدولة التي يمكن أن يوافق يهود يوماً على إعطائها للفلسطينيين، دولة منزوعة السلاح والسيادة، حامية لأمن المحتلين، ليس لها من اسمها نصيب.
وإزاء هذا الواقع المزري للمفاوضات ومستقبلها وما آلت إليه، فلماذا يصرّ قادة المشروع "الوطني!" على السعي لإحياء عملية "السلام"؟! ولماذا لا يمكن أن يغيروا من "خيارهم الاستراتيجي!" الذي جعل من الحياة مفاوضات والذي قدّم البلاد والعباد والمقدسات قرباناً على عتبات "السلام"؟!
الجواب لا يحتاج لكبير عناء أو بحث، فمن انبطح عجز عن الوقوف على قدميه علاوة على أن يكون نداً وخصماً للأعداء، ومن رضي بالتبعية واستمرأها لا يستطيع أن يكون حراً لأنه لا يعرف للعزة باباً، ومن تنازل عن القدس الغربية لن يضيره أن يتنازل عن القدس الشرقية بل ويتآمر على الأقصى، ومن قدّس التنسيق الأمني لن يرفع يوماً سلاحاً في وجه يهود بل سيبقى لهم حارساً "أميناً".
إن هذا العبث اليهودي المتصاعد بمسرى رسول الله، وهذا الصلف والعنجهية، سببه تآمر السلطة والأنظمة العربية مع كيان يهود ضد فلسطين وأهلها ومقدساتها، ولن يوقف هذا العدوان المستمر ولن يخلع هذا الاحتلال من الأرض المباركة إلا جيوش الأمة التي تلبي نداء ربها وتتحرك نصرة لمسرى نبيها، وحينها حتما سيكون النصر حليفها بإذن الله.
٣١-٥-٢٠١٧