تعليق صحفي

أهو تمسكٌ بالثوابت أم بالحل الأمريكي؟!

أكد رئيس السلطة محمود عباس أمام الجالية الفلسطينية والعربية، في واشنطن وقبل ساعات من لقائه مع الرئيس الأمريكي پدونالد ترامب، أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأقل من دولة على حدود السابع من حزيران عام 1967م.

وقال إن المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في عام 1988 في الجزائر، أرسى الثوابت الوطنية الفلسطينية، وقبول القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، وأننا نتمسك بهذه القرارات ونعتبرها صالحة ومناسبة لحل القضية الفلسطينية.

 

لقد بات جلياً أن منظمة "التحرير" وسلطتها لم يعد لديها ثابت سوى التمسك بالحلول الغربية الاستعمارية ثم الزعم بأن هذه الحلول هي ثوابت وطنية وخطوط حمراء، وليس ذلك غريباً على من باتت معظم فلسطين في نظره هي "إسرائيل" ومن باتت عكا وصفد وعسقلان مدن في بلد مجاور!!

إن تاريخ المنظمة ومن ورائها الأنظمة العربية، التي يتغنى عباس بدعمها وبمبادرتها التطبيعية، حافل بالتفريط بالأرض والعرض والمقدسات، وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها قادة المنظمة وحكام الأنظمة العربية الشعارات والتصريحات ثم ينكصون على أعقابهم وتراهم دمية بيد ساكن البيت الأبيض!

إن فلسطين من نهرها إلى بحرها كانت لدى هؤلاء ثابتاً فتلاشى، وكانت المفاوضات خيانة عظمى فباتت نهج حياة، فما الذي سيجعل التمسك بالمحتل عام ٦٧ ثابتاً غير قابل للتنازل؟! أليس من يهن يسهل الهوان عليه؟!

إن الحقيقة التي يحاول هؤلاء تعميتها هو أنهم مرتهنون للمشاريع الغربية، فلا المنظمة وسلطتها ولا الجامعة العربية وأعضاؤها يملكون قراراً ولا اتخاذ موقف حقيقي مستقل بل هم رهن أصبع أمريكا وبريطانيا والدول الاستعمارية، لا نبالغ في ذلك ولا نزيد عن وصف الواقع شيئا.

إن فلسطين لن يخلصها وينقذها من يريد إنهاء "عذابات" يهود، ولا من يرى فيهم شريكا استراتيجياً في محاربة ما يسمى الإرهاب، ولا من يحمي حدودهم ويطبع معهم، بل يخلصها ويحررها أحفاد الفاروق وصلاح الدين، يخلصها رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع ولا دنيا زائلة عن نصرة دين الله، رجال يقاتلون تحت راية الإسلام في ظل خلافة على منهاج النبوة، ليدخل المسلمون المسجد كما دخلوه أول مرة، وليعلو فيه صوت الأذان ولتصدح المآذن بالتكبير فرحاً بالنصر المبين، ذلك وعد غير مكذوب، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا.

٣-٥-٢٠١٧