تعليق صحفي
رغم الفشل المدوّي والاعتراف الصريح لا زالت منظمة التحرير تتمسك بخيار الجريمة والتفريط!
قال أمين سرّ منظمة التحرير صائب عريقات: "كمنظمة تحرير ودولة فلسطين، خيارنا حل الدولتين على حدود عام 67 وقدمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة، وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كان مطلوب منا أن نعترف بدولة اسرائيل على حدود 1967 من مساحة 78% من فلسطين التاريخية، وقمنا بذلك، الآن 6 مليون فلسطيني يعيشون تحت السيطرة الاسرائيلية، و6 مليون في المنافي ومخيمات اللجوء".وأضاف "رغم ذلك ما زلنا نتمسك بخيار حل الدولتين وبالمسار السلمي والقانون الدولي".
تأتي تصريحات عريقات في ظل الأخبار التي تتوارد عن نية الإدارة الأمريكية الجديدة التخلي عن مشروع حل الدولتين الأمريكي المنشأ والرعاية، وهي تصريحات توثق تفريط منظمة التحرير باعترافات أمين سرّها، وتوّثق الإملاءات التي كانت تملى عليهم، وهي اعترافات كفيلة بإدانته هو وقادة المنظمة ومحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى.
لقد فرّطت منظمة التحرير بمعظم فلسطين طمعاً في دويلة هزيلة، ومع ذلك لم تجن شيئاً سوى المصالح الفردية المقيتة لزعمائها الذين نظروا لهذه القضية وللأرض المباركة كوسيلة استرزاق ومشروع استثماري، ورغم كل التنازلات بل الخيانات التي لا زالت متواصلة والتي لم تبق لمنظمة التحرير من اسمها نصيب، لم يجن هؤلاء شيئاً مذكوراً، وهذا حق وحقيقة، فلا يجنى من الشوك العنب ولا يمكن لطريق الخيانة والتنازلات أن تحرر أرضاً أو تعيد حقاً، فها هو رئيس كيان يهود يطالب بضم الضفة لكيانه المجرم لكي لا يبقى للحالمين بحل الدولتين بقية سيادة كاذبة أو كراسي حكم معوجة القوائم! فكانت وعود أمريكا لهم كوعود الشيطان لو كانوا يعقلون (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا).
نقول لعريقات ومنظمته وسلطته، ارفعوا أيديكم عن فلسطين وقضيتها، فهي قضية أمة لن تتركها مهما تآمرتم عليها، وهي قضية لا حل لها سوى تحريرها كاملة باجتثاث كيان يهود منها وارجاعها درة تاج بلاد المسلمين لتكون بعد ذلك عقر دار الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله، الخلافة التي لن تغفر لكم ما اقترفتم بحق الأرض المباركة وستحاسبكم على سوء صنيعكم ولكم في الآخرة ما تستحقون.