تعليق صحفي
قادة المنظمة مصرون على اللهث خلف سراب مؤتمر باريس والحراك الفرنسي
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس، إن مؤتمر باريس للسلام يشكل فرصة هامة للتأكيد على حل الدولتين وعدم شرعية الاستيطان، خاصة وأن المجتمع الدولي بأسره موجود في هذا المؤتمر، بعد قرار مجلس الأمن الدولي الهام الذي أكد أيضا على حل الدولتين وعدم شرعية الاستيطان (وكالة وفا).
لا يريد قادة منظمة التحرير الفلسطينية فهم المعادلة السياسية التي ينطلق منها نتنياهو، ويصرّون على التعامي عن تعنته في رؤيته الليكودية، التي تتناقض مع حل الدولتين، ولا يريدون فهم طبيعة الحراك الفرنسي من أنه لا يعدو تحريك أمواج زائلة عبر رمي حجر في مستنقع "السلام" الراكد بل الآسن.
ومن المعلوم أن المبادرة الفرنسية كانت قد تولدت عن "مشروع القرار الفلسطيني – العربي" الذي استند أساسا إلى مبادرة السلام العربية التطبيعية، التي أغرت اليهود بالتطبيع العربي الشامل مقابل دويلة فلسطينية هزيلة ضمن حارات غزة والضفة. وهي إذ تقترح توزيع المهام السياسية لإقامة الدولة الفلسطينية على الدول الأوروبية، فإنها تركت المهمة الأمنية بيد أمريكا، لتجدد النفس الدايتوني في عقيدة السلطة الأمنية.
إن قادة السلطة الفلسطينية الذين اعتنقوا المفاوضات كعقيدة سياسية، والتنسيق الأمني لحماية أمن المحتل اليهودي كعقيدة عسكرية، لا يتوقفون عن اللهث خلف أي سراب تُبديه الدول الغربية، بل يستمرون في دحرجة قضية فلسطين إلى أسفل، وخصوصا أن المبادرة الفرنسية تهبط في التنازلات السياسية، من مثل موضوع اللاجئين، إضافة لخطورة ما طرحته من استجلاب قوات دولية تحت عنوان "الطرف الثالث" بما يعني احتلالاً دولياً فوق الاحتلال اليهودي، وهو ما جاهر به رئيس السلطة ورئيس المنظمة، من قبل.
إنه في ظل الحديث عن تزاحم الفصائل الفلسطينية على الدخول إلى منظمة التفاوض الفلسطينية، لا بد من كشف التآمر المستمر الذي تنتهجه المنظمة، ويجب التذكير أن قادتها يلهثون خلف سراب حل الدولتين الذي لا يمكن أن يؤدي إلى التحرير، وإن فلسطين التي احتلها اليهود بإراقة الدماء، لن تعيدها دبلوماسية التنازلات في أروقة المؤتمرات، بل تحررها العساكر على الجبهات.
12/1/2017