تعليق صحفي
محاسبة الحكام عمل سياسي وواجب شرعي - التصريحات التركية نموذجاً
جاء في خبر صحيفة الديار: أثمرت حملة التغريد التي شنها نشطاء فلسطينيون خلال الساعات الماضية على الوسم "#المقاومة_مش_إرهاب" باللغة التركية احتجاجا على تصريحات رئيس الحكومة التركية ونائبه حول عملية الشاحنة بالقدس المحتلة أمس، والتي وصفوا فيها العملية بـ"الإرهابية الحقيرة" بإقدام رئيس الحكومة ونائبه بحذف التغريدات التي أثارت سخطا واسعا لدى الفلسطينيين.
إن محاسبة الحكام واجب شرعي ينطلق من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما المداهنة السياسية للحكام فإنها تُسهم في تماديهم في الباطل، ولذلك يجب أن لا تتوانى الحركات والعلماء عن هذا الواجب، من أجل التغيير على الحكام. وهذا الأمر يجب أن لا يقتصر على التصريحات التركية الأخيرة، بل يجب أن يشمل المفاهيم الباطلة التي تحكم العلاقة السياسية للنظام التركي مع كيان يهود، والعلاقات التطبيعية المحرمة.
لذلك فيجب أن لا يكتفي الناشطون بحذف التصريحات التي أغضبتهم، والتي يُطلقها الساسة أحيانا كبالونات اختبار لجس نبض الشارع وقياس مدى تمريرها على المؤيدين والأنصار، بل يجب أن يرافقها العمل الفكري والسياسي لتغيير المفاهيم التي مهدت لتلك التصريحات المتحدّية لثقامة الأمة الإسلامية، والعمل الكفاحي لإبطال الممارسات التطبيعية للنظام التركي مع كيان يهود.
وإن الله سبحانه قد حذّر المؤمنين من التقاعس عن هذا الفرض العظيم، وذم الكفار في طاعتهم لسادتهم وكبرائهم، ولعن اليهود في تركهم النهي عن المنكر في قوله: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ".
10-1-2017