تعليق صحفي
حبرٌ على ورق مجلس الأمن هو أسمى غايات فرسان المعارك الدونكيشوتية!
اتفقت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن الفلسطيني، على تكليف رئاسة المجموعة العربية في نيويورك بالتشاور والتنسيق مع وفد مصر الممثل العربي في مجلس الأمن ومندوب فلسطين، للنظر في بلورة مشروع قرار أمام مجلس الأمن، بشأن مسألة الاستيطان "الإسرائيلي" بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقدير فرص اعتماده من المجلس، في أقرب وقت ممكن.
لقد بات استصدار قرار من مجلس الأمن ضد الاستيطان هو الإنجاز الذي يحلم به أصحاب "المشروع الوطني" الاستثماري، وبات الحبر على الورق أسمى غايات "فرسان" المعارك الدونكيشوتية! وكأن كيان يهود يطبق هذه القرارات أو يعبأ بها! أو كأن مجلس الأمن ينصف مظلوماً أو يرد حقاً إلى أصحابه!!
لقد بلغ أصحاب "المشروع الوطني" مبلغاً عظيماً من الإفلاس السياسي، وباتوا جراء ذلك يعبثون بقضية فلسطين ويستخفون بعقول أهلها ويسعون لإشغالهم بتوافه الأمور وما لا يسمن ولا يغني من جوع، وكل ذلك لكي يكرسوا احتلال الأرض المباركة ويصرفوا الأمة عن الحل الوحيد لقضية فلسطين المتمثل بتحريرها واقتلاع كيان يهود السرطاني منها.
إن انشغال القوى الاستعمارية الكبرى بملفات الشام واليمن وليبيا وغيرها عن قضية فلسطين أظهر حقيقة اللاهثين خلف "السلام" وأنهم صفر اليدين لا يملكون مشروعاً حقيقياً أياً كانت صفته ولا حتى مقومات مشروع، فهم لا يتقنون سوى تلقف المشاريع الدولية والسير خلف القوى الاستعمارية، مما جعلهم يصورون "الحبة قبة"؛ فباتت هناك مشاورات للمجموعة العربية حول مشروع قرار أممي يدين الاستيطان وبعد المشاورات دراسات وفحص لفرص اعتماده وبعد ذلك حشد التأييد للقرار حتى يمرر وبعد ذلك التصويت فمحاولة تجنب الفيتو الأمريكي، وفي نهاية المطاف –على فرض نجاح ذلك كله- صدور القرار الذي سيضاف لسجل القرارات الدولية التي لم يطبقها كيان يهود!.
لكن رغم كل التضليل ورغم تلاعب وتآمر الأقزام على قضية الأرض المباركة فإن الأمة لم ولن تنسى مسرى نبيها، وهي وإن اعتراها الضعف والانشغال بالحروب فإن الأمة سرعان ما تسترد زمام أمرها وتستجمع قواها وتسيّر جندها في جيوش الفتح والتحرير، لتطهرَ بيت المقدس وتعيد فلسطين لحياض المسلمين، وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا.
٢٠-١٢-٢٠١٦