تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية تحاول تسخير بعض رجالات العشائر
لخدمة سياسييها المتهالكين وأمنييها المتغولين
دعا محافظ الخليل عددا من رجالات العشائر القريبين منه، تحت عنوان "المؤتمر العشائري الرابع"، مع من وصفهم "رجال الدين وقضاة ونخب وطنية سياسية واعتبارية وممثلين عن كافة مكونات المجتمع المحلي"، وصدر عن "المؤتمر ما وُصف "وثيقة شرف وطنية جامعة"، ونص خبر المحافظة على أن من أهدافها مساندة لسلطة الامن والقانون ودعم الاجهزة الامنية...
ومن ثم جاءت بنودها الأولى لتمجيد السلطة وساستها، من مثل "التأكيد على الالتفاف الكامل حول الشرعية الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس محمود عباس"، ومنها تقدير "رئيس الوزراء وزير الداخلية"، و "جهود محافظ محافظة الخليل"، وأن "مرجعيتهم هي مؤسسات الدولة الفلسطينية"، مع "مطالبة الاجهزة الامنية بالضرب بيد من حديد وبلا هواده بالعابثين لأي فلتان امني...". (رابط الخبر).
إن رجالات العشائر الأحرار الذين يستلهمون أنفاس أجدادهم الذين امتزجت أجسادهم بتراب هذه الأرض المباركة لا يمكن أن يكونوا مطية لساسة يسترزقون بقضية فلسطين، ومن أعد الوثيقة أعدها وفق هوى السلطة لا وفق توجهات رجالات العشائر المعروفة برفض الذين نذروا أنفسهم لفرض سلطة خدماتية أمنية تحت عنوان الدولة، ولا يمكن أن يباركوا قمع الأجهزة الأمنية لأهل فلسطين وحمايتها لأمن هذا الاحتلال اليهودي المجرم. ولذلك فإن البنود الأولى التي اُستفتحت بها هذه "الوثيقة" هي سجل عار لا وثيقة شرف، ولا يمكن أن تعبر عن العشائر ذات الجذور الغائرة في التاريخ والجغرافية، بل هي صيغت وأعلنت زورا وبهتانا باسمهم.
أما ما يتواثق عليه رجالات العشائر من "الغاء فورة الدم" والحفاظ على السلم الأهلي، فهو لا يعالج بمرسوم رئاسي، بل بتعاهد العشائر فيما بينها على التزام شرع الله في نزاعاتها، حتى يأذن الله بتحكيم شرع الله تحت خلافة راشدة على منهاج النبوة، لا تحت سلطة أمنية قمعية.
إن السلطة التي تحاول أن تستقوى ببعض رجالات العشائر هزيلة زائلة، ومن يتعلق بمن يتهاوى سيهوي معه، طال الزمان أو قصر، والعاقبة للمتقين.
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)
رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)