تعليق صحفي
أحلام عباس الوردية كابوس مزعج عند أهل فلسطين الشرفاء
قال رئيس السلطة الفلسطينية خلال لقائه مع 80 طالبا وخريجا في فنزويلا إن الأوضاع في فلسطين تمر بصعوبات كل يوم ولكنها تحمل الإنجازات كل يوم، وكل يوم هناك شهداء وأطفال يحملون السكاكين (أطفال يحملون السكاكين من تلقاء أنفسهم ولا تصدقوا من يقول إن هناك جهات تدفعهم وتحرضهم بل إنهم فقدوا الأمل فقاموا يحملون السكاكين لتنفيذ عمليات طعن). ودعا للمقاومة الشعبية السلمية "فلا تزال أيدينا ممدودة للسلام ولكن لا سلام من دون دولة وعاصمتها القدس الشرقية دون أن ننسى حق العودة، فأنا لاجئ وقد عدت إلى رام الله لكنني لم أمارس حق العودة". وكالة معا الإخبارية
عباس وسلطته قد ألفوا الذل والخيانة، ولا يعرفون غير طريقها، ولا يستطيعون قراءة الواقع أو النظر إلى الأحداث إلا من الزاوية التي تربوا عليها ونشأوا فيها ومن أجلها، وهي التفريط والتنازل.
فترى عباس يصر في كل مناسبة بأن يفسر الأحداث من المنظور نفسه، منظور السلام والتنازل والتفريط والحلم بالدولة الكرتونية، غير قادر على أن يرى أن الشارع قد تجاوزه هو وسلطته منذ زمن بعيد، والناس لم يعودوا يرون سلطته أكثر من ذراع أمني للاحتلال وأحلام وهمية بسلطة ودولة كرتونية.
فنظرة خاطفة وسريعة إلى أهل فلسطين تُري كيف أنّهم لا يرون في مشروع السلام حلا أو أطروحة تستأهل النظر فيها، فقد تجذر لديهم حقيقة العداء بينهم وبين يهود، وترسخ عندهم بأنّ فلسطين هي ملك للمسلمين ولا يجوز التفريط بشبر واحد منها.
وما يسمعه العالم عما يسمى بالجانب الفلسطيني فهو ما ينقله الإعلام عن السلطة وأزلامها الذين تكشفوا وبانت سوءاتهم أمام أهل فلسطين الأشراف، وتمثيل السلطة لأهل فلسطين هو بالقدر الذي تنفق فيه الأموال لرسم المشاهد وفبركة المواقف والأحداث كما تنفق أمريكا الأموال على أفلام هوليوود لترسم للعالم صورة الأمريكي كما تحب الإدارة الأمريكية أن يراها العالم لا كما هي حقيقتها.
فانتفاضة السكاكين جاءت لتعلن البراءة من السلطة ونهجها، ولتؤكد على أنّ ما يزعمه عباس وسلطته بأنهم يمثلون أهل فلسطين هو كذب محض لا يمت للواقع بصلة، وأنّ السلام والتعايش الذي يعد به عباس يهود هو مجرد أضغاث أحلام تراود عباس في نومه من كثرة أكله أموال الناس بالباطل قبل النوم، وأنّ ما يسميه عباس الأمل في الدولة هو بالنسبة لأهل فلسطين الكابوس.
ولم يفت عباس أن يتألق بإحدى تقليعاته الجديدة، حق العودة دون ممارسة!!، ليشهد على نفسه في خاتمة عمره بأنّه أفنى حياته من أجل إنهاء عذابات يهود كما صرح ذات مرة، إذ يبتكر الحلول ويبدع في إيجاد المخارج لممارسة التنازل والتفريط.
ولكن خاب فأله بإذن الله، فلم يعد أهل فلسطين يرون في عباس وسلطته إلا مكملا للاحتلال، يتمنون زوالها قبل الاحتلال ومعه، وأناس هذه حالهم وتلك قناعتهم لن يتمكن عباس ومن معه من جرهم إلى ما يريد من مسالك الذل والخيانة.
20/9/2016