تعليق صحفي
حكام إيران والسعودية يستغلون مشاعر الحج لتأجيج الطائفية المقيتة خدمة للغرب المستعمر
توافد حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات منذ صباح اليوم الأحد التاسع من ذي الحجة لأداء ركن الحج الأعظم بعدما قضوا يوم التروية في صعيد منى اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ويجري تصعيد الحجاج دون عقبات حتى الآن، وقد أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن مجموع الحجاج تجاوز المليون وثمانمائة ألف حاج، حتى الساعة الخامسة من مساء أمس السبت. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الحركة المرورية في عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات اتسمت بالانسيابية.
الشعور الذي يكاد ينتاب كل المسلمين المتابعين لمشاعر الحج هو الخوف عليهم من التزاحم وما قد يحدث لهم من حوادث تفضي إلى موت المئات او الالاف منهم، كما حدث العام الماضي مثلا، أو عام 2006 وعام 2004، وغيرها. فيراقب المسلمون مشاهد الحجيج وأيديهم على قلوبهم سائلين الله أن يسلم الحجاج ويحفظهم.
وهو يدفع منطقيا إلى اتهام النظام السعودي بالتقصير أو التسبب بمثل هكذا حوادث، إذ ليس الحج هو الموسم الوحيد عبر العالم الذي يجتمع فيه الملايين، بل هناك غيره الكثير لمناسبات عديدة في الهند والعراق وإيران والبرازيل وايطاليا والفلبين، حتى أن هناك من اعتبر تجمع الحجاج عام 2012 والذي بلغ 3 ملايين قد أتى في المرتبة التاسعة بين التجمعات العشرة الأكبر في تاريخ البشرية، أي أنّ هناك 8 تجمعات أكبر منه رغم أنه بلغ 3 ملايين، ومع ذلك لم يسمع العالم أو يشاهد كوارث مأساوية أصابت تلك التجمعات كما أصاب الحجيج.
وكذلك عمليات التضييق على الحجاج ومحاولة التقليل من عددهم بحجة التوسعة التي بدأت منذ عام 2011 ويتوقع أن تستمر لغاية 2020، حيث ومنذ ذلك التاريخ ما زالت الحكومة السعودية تفرض تقليل عدد الحجاج من الخارج بنسبة 20% والداخل بنسبة 50%، في حين يرى الزائر لبيت الله الحرام البطء الشديد الذي تتحرك به عمليات التوسعة في مقابل حركة سريعة وقوية للفنادق والمنشآت التجارية المحيطة بالحرم والتي تعود ملكية جزء كبير منها للأمراء وأزلام النظام السعودي. في مشهد يرسم مفارقة كبيرة، عمران بطيء جدا فيما يتعلق بالمعتمرين والحجاج في مقابل تطور وعمران سريع فيما يتعلق بمشاريع در الأموال والأرباح!!
وإذا ما أضيف إلى هذا كله ما يرشح من أخبار عن أسباب الحوادث الكارثية التي وقعت في مواسم الحج والتي تشير بأصابع الاتهام إلى زيارة المسئول الفلاني أو أداء الوفد الفلاني للحج أو دور المسئول الفلاني في إحداث الفوضى، وفي ظل غياب لجان التحقيق النزيهة أو انعدام نتائج التحقيق، كل ذلك يزيد الغصة التي في القلب.
وهذا ما يقود إلى حقيقة لا مناص منها، وهو أن حكام السعودية مجرمون بحق الأمة وحجيجها، وهم في أحسن أحوالهم مقصرون مستهترون بحجاج بيت الله الحرام إن لم يكونوا متآمرين عليهم وعلى بيت الله العتيق، وهذا ذنب هو قطرة في بحر ذنوب حكام السعودية الذين يوالون أمريكا والغرب، ويقتلون أبناء المسلمين في الشام واليمن بذرائع الإرهاب والطائفية المقيتة، ولا يقل عنهم ذنبا حكام إيران الذين يتهمون السعودية بقتل الحجيج.
فحكام إيران جنبا إلى جنب حكام السعودية يقتلون أبناء المسلمين وأطفالهم ونساءهم في الشام والعراق واليمن والحجاز صباح مساء خدمة لأمريكا والغرب المستعمر. ولكن كليهما يريد أن يؤجج المشاعر الطائفية المقيتة بين المسلمين خدمة لمشاريع أمريكا في المنطقة وعدوانها على أهلها، وظنا من الحكام أنّ ذلك أدعى لتثبيت عروشهم ودوام ملكهم، وكلاهما لا يهمه دماء المسلمين التي تراق أو أعراض المسلمين التي تغتصب ما دامت في سبيل حفظ عروشهم.
فاللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد عما قريب، خليفة يسوسهم بالحق والعدل ويرعاهم حق الرعاية، وينصرهم على أعدائهم، اللهم آمين.
11/9/2016