تعليق صحفي
رأسمالية فاسدة مفسدة وأنظمة عميلة لا تكترث بقوت الناس وأرواحهم!
في دراسة مسحية شملت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أشارت منظمة الشفافية العالمية إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة اضطروا إلى دفع رشى إلى المحاكم، كما أن واحدا من كل أربعة دفعوا رشى للشرطة، وواحدا من كل خمسة أشخاص قاموا بالإبلاغ عن قضية فساد.
عالميا يقول صندوق النقد الدولي إن "الرشى -وهي نوع من أنواع الفساد- تستهلك ما يصل إلى تريليوني دولار سنويا، وهو ما يتسبب في إضعاف الاقتصاد وتدهور الخدمات الاجتماعية خاصة للفقراء، كما تزيد كلفة الرشى على 2% من إجمالي الناتج المحلي العالمي".
وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:
1. إن العالم، ومنه العالم الإسلامي، يكتوي بلظى الرأسمالية الفاسدة المفسدة التي أفقرت الناس على حساب انتفاخ جيوب الرأسماليين الكبار بل وأشعلت الحروب واستعبدت الشعوب للاستيلاء على الثروات، وهذه الدراسة تظهر جانباً بسيطا من آثار تحكم هذا المبدأ بالبشر.
2. تتضاعف مأساة المسلمين، فوق البلاء العام الذي يصيبهم من تحكم الرأسمالية الاستعمارية ببلادهم ومقدراتهم، بوجود أنظمة جباية عميلة للغرب تكرس جهودها تنفيذا للسياسات الاستعمارية وتعيش على ما تقتطعه من قوت وجيوب الناس الفقراء بينما خيرات المسلمين الوفيرة ينعم بها الأمريكان والأوروبيون، فكانت ست دول من البلدان العربية من بين الدول الأكثر فساداً في العالم.
3. إن الناس باتت تدرك فساد الأنظمة التي تتحكم بها لذا رأى ٦٨٪ ممن أجريت عليهم الدراسة فساد وضعف أداء حكوماتهم.
4. لقد استطال فساد الأنظمة وتنامت شرور الرأسماليين حتى طالت لقمة عيش الناس وأرواحهم، وهو ما يدعو الناس أكثر من ذي قبل إلى ضرورة التغيير الجذري الذي يخلصهم من هذه الأنظمة وشرورها، ولن يكون ذلك إلا بالإسلام الذي يمثل الخلاص للمسلمين والعالم، في ظل خلافة على منهاج النبوة تحكم بالعدل وتنشر الرحمة وتسعى لهداية البشرية.
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
٢٩-٨-٢٠١٦