تعليق صحفي
جو بادين في تركيا - شعرة معاوية أم حبل العمالة؟
نشرت الجزيرة نت تقريرا حول زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لتركيا "زيارة بايدن تبقي على "شعرة معاوية" مع تركيا"، جاء فيه أن تركيا استقبلته "بقليل من الود"، "وودعته في اليوم التالي بكثير من العتب". وذكرت أن الزيارة "تهدف إلى محاولة تخفيف التوتر مع تركيا".
هنالك إصرار لدى كثير من وسائل الإعلام على تجاهل عمق الارتباط بين النظام التركي وبين أمريكا، والتضليل حول دور تركيا في تحقيق مصالح أمريكا في سوريا عبر التحالف الثلاثي بين إيران وروسيا وتركيا.
وتطرح تلك الوسائل نظرتها الخاطئة من أن تركيا تتصرف في تحالفتها وتحركاتها العسكرية بإرادتها، ومندفعة في حالة من التوتر في علاقاتها مع أميركا، التي تتهمها أنها خلف محاولة الانقلاب.
إن الحقيقة الصارخة أن أمريكا تتحرك لإحباط ثورة الشام عبر عملائها وأدواتها الإقليمية، إضافة إلى تسخيرها للدب الروسي ضمن إطار الحفاظ على بشار حتى تنضج البديل "الديمقراطي" الذي يبقي حالة العمالة في الشام –ما بعد الثورة.
والحقيقة أيضا أن التنسيق الأمريكي التركي يسير على أكمل وجه، ولا توتر بين الطرفين، وحكام تركيا –بعد الانقلاب- لم يتخذوا أية خطوة فعلية ضد أمريكا ولا ضد وجودها العسكري أو ضد قاعدتها في أنجرليك، بل إن هذه الزيارة لنائب الرئيس الأمريكي تسبق الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى طهران، وهي أعقبت زيارة وزير الخارجية التركي أوغلو لطهران، وهي زيارة تنسيق وإملاءات أمريكية لا إزالة التوترات الموهومة، وإن أمريكا هي الراعية الحقيقية للحلف الشيطاني بين تركيا وإيران وروسيا، وهي العدو للثورة لا للحكام.
27/8/2016