تعليق صحفي

هشاشة كيان يهود وأكذوبة تفوقه العسكري

تحت عنوان: "تل أبيب: أخفقنا في اعتراض طائرة حزب الله بدون طيّار التي عادت لسوريا بدون أيّ أذى ومنظومات الدفاع وسلاح الجو يُواجهان صعوبات جمّة في التعامل مع هذا الخطر"، نقلت صحيفة رأي اليوم تقول: "على صدر صفحتها الأولى وبالبنط العريض كتبت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، في عددها الصادر يوم الاثنين: الإخفاق والارتباك في قضية الطائرة بدون طيّار، التي اقتحمت عمق الدولة العبريّة من الشمال وفشل عملية الاعتراض من قبل منظومات الدفاع من طراز "باتريوت" وسلاح الجو اليهودي. وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، فإنّ الطائرة هي من صنعٍ روسيّ. وفي التفاصيل كتب مراسل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، يوسي يهوشواع، أنّ الطائرة بدون طيّار اقتحمت أجواء كيان يهود، وبعد حوالي ساعةٍ من الزمن، تمكّنت من الهرب دون أنْ يُصيبها أيّ أذى." (المصدر: رأي اليوم) 

هذا عينة من الأخبار والأحداث التي تكشف جزءا من حقيقة كيان يهود وحكام دول الطوق وباقي حكام المسلمين.   فمن جانب هي تكشف عن مدى هشاشة كيان يهود من ناحية أمنية، رغم أنّ الناحية الأمنية هي أولى أولوياته، وهي ناحية ينفق عليها كيان يهود أكثر مما ينفق على شيء غيرها، بل وأمريكا تدعمه ماديا وعسكريا وتقنيا في هذا الجانب لضمان ما تسميه التفوق العسكري لكيان يهود على محيطه، ومع ذلك كله جاءت هذه الحادثة لتسلط الضوء على ما يحاول كيان يهود وصفه بالثغرة، وكأنه شيء نشاز وغير متوقع رغم حصوله! أي أنّ كيان يهود يصور الحادثة على أنها غريبة وتستدعي الوقوف والتنبه والدراسة واتخاذ الإجراءات ليصدق بذلك الكذبة التي كذبها حكامهم ومعهم حكام المسلمين وأمريكا، وهي التفوق العسكري لكيان يهود!!  

مع أنّ الناظر في حال كيان يهود من غير المنظار الذي صنعه لنا الغرب والإعلام وحكام المسلمين يرى غير ذلك، فكيان يهود ميدانيا عجز عن مواجهة فصيل أو حركة في جنوب لبنان وغزة، بل وشاهد العالم أجمع بكاء جنوده من هول ما واجهوه، بل وفوق ذلك وجود آلاف الجنود الذين يعانون من أمراض نفسية ويرون الكوابيس بالليل ويتعاطون الأدوية على إثر تلكما التجربتين، وهما لا يقاسان بحال بالحروب الحقيقية للفارق الكبير في ميزان القوى بين الطرفين ولقصر مدتهما مقارنة بالحروب. وأما في أشباه الحروب الحقيقية فقد رأى العالم أيضا ما صنع جيش الكرامة بكيان يهود، وماذا حل بجيشه في حرب أكتوبر مع جيش مصر.  

وفي مستوى دون ذلك بكثير، فقد رأينا كيف يهرب الجنود المدججون بالسلاح من طفل أو صبية تحمل سكينا، بل ورأينا جنودا من القوات الخاصة وحرس الحدود في كيان يهود كيف يفزعون من شاب أعزل لا يحمل سوى سكين في مقابل البنادق والدروع والعدد الكبير من الجنود!   أما ما عدا ذلك فلم نشهد يوما انتصارا لجيش يهود على جيوش المسلمين إلا في مسرحية تسليم فلسطين أو مسرحية استسلام منظمة التحرير في بيروت، فضلا عن مسرحيتي عامي 48 و67 من القرن الماضي؛ فأين هو ذلك التفوق وتلك القوة التي يتفاخرون بها؟!   هذه هي الحقيقة المغيّبة، كيان يهود كيان هش مسخ لا يقوى على البقاء لولا الحقيقة الثانية التي تكشفها حادثة الطائرة وهي خسة حكام المسلمين ودول الطوق، فكيان يهود باق بحفظ هذه الدول له، لا بتفوقه ولا بقوته، ولو خلى الحكام بين المسلمين وبين يهود لما صمد هذا الكيان أمام الأمة أو جيوشها ساعة من نهار.  

وقريبا إن شاء سيسقط الحكام ويزول ملكهم الجبري، لتقوم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستسخر طاقات الأمة وإمكانياتها في تحرير البلاد والعباد ودحر الظلم والاستعمار عن المسلمين وعن العالم أجمع.