تعليق صحفي
زيارة شكري لكيان يهود تآمر ضد الإسلام وخيانة لفلسطين ومقدساتها
قال رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو: "إن زيارة وزير الخارجية المصري إلى إسرائيل هامة جدا وتشكل دليلا على التغيير الذي حدث في العلاقات الإسرائيلية المصرية". جاءت تلك الزيارة بعد جولة أفريقية لنتنياهو أكد فيها على "الحرب على الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي يجتاح إفريقيا بأكملها".
وقال وزير الخارجية المصري إن زيارته تأتي في إطار مبادرة الرئيس السيسي للوصول لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ووضع حل نهائي يكون له آثار إيجابية على المنطقة وشدد على أن مصر مستعدة للمساعدة بإيجابية لتحقيق هذا السلام.وأشار شكري إلي أن امتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في منطقتنا يهدد استقرارنا وشعوب المنطقة.
تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي أعلن فيه نتنياهو عن ميزانية 50 مليون شيكل لدعم الاستيطان في الخليل وكريات أربع، ولا زالت قواته تقتحم الأقصى يوميا وتداهم مدن الضفة فتعتقل وتهدم المنازل وتروع الأطفال والآمنين.
لقد كشفت زيارة شكري لكيان يهود والحفاوة التي استقبله بها نتنياهو عن مدى عمق العلاقة التي تربط كيان يهود المحتل بالنظام المصري الانقلابي، وعن تحالفهما التام ضد الإسلام والمسلمين وسعيهما ضمن التحالفات والسياسات الأمريكية في المنطقة الرامية لإجهاض مشروع الأمة التحرري النهضوي تحت ذريعة محاربة الإرهاب والعمل على جلب الاستقرار لشعوب المنطقة (بما فيها طبعا الشعب اليهودي المحتل!).
كما كشفت هذه الزيارة عن مدى التنسيق والتعاون بين النظام المصري وكيان يهود حول قضايا المنطقة لا سيما الأفريقية منها، حيث تردد أن جولة نتنياهو الأفريقية هدفت إلى تمتين العلاقات الأمنية والاستخبارية مع النظام المصري بزعامة السيسي، والعمل على ضم أطراف جديدة إلى التحالف القائم بين القاهرة و"تل أبيب".
إن هذه الزيارة الجريمة تعد وصمة عار جديدة في جبين النظام المصري الانقلابي، الذي أكد زعيمه مراراً بأنه لن يسمح أن تكون سيناء مصدراً لتهديد أمن يهود! في الوقت الذي يصمت فيه عن جرائم يهود بحق أهل فلسطين!، وتؤكد انفصاله التام عن تطلعات أهل مصر وولائه للمحتلين والمستعمرين؛ فأهل الكنانة يتطلعون لتحرير فلسطين من كيان يهود المحتل لا للتعايش معه واعتباره كياناً شرعيا يُسعى للحفاظ على أمنه! فلا زال صدى هتافهم في ميدان التحرير يتردد "عالقدس رايحين شهداء بالملايين".
إن الحوادث والمواقف المتلاحقة للنظام المصري وبقية الأنظمة الجاثمة على صدر الأمة تؤكد أن الحكام وكيان يهود والمستعمرين هم جبهة واحدة في مواجهة الأمة ومشروعها التحرري النهضوي المتمثل بالخلافة على منهاج النبوة، وتؤكد أن كيان يهود واحتلاله لمسرى رسول الله ليس سوى خطيئة من خطايا الحكام بحق فلسطين وأهلها؛ فهم من رعوا نشأة هذا الكيان المحتل ولا زالوا يحافظون على وجوده وأمنه، وإن اقتلاع أنظمتهم كفيل بإسقاط جدر الحماية التي يتحصن خلفها هذا الكيان اليهودي الجبان.
إن التباكي على أهل فلسطين وزعم انهاء معاناتهم لا يمكن أن يكون مبرراً للتفريط بالأرض المباركة واضفاء الشرعية على احتلال يهود لأرض الاسراء والمعراج، ففلسطين أرض إسلامية جبلت بدماء الصحابة، فقد فتحتها الخلافة في عهد الفاروق، وحررها صلاح الدين وجنده، وحافظ عليها عبد الحميد، بينما ضيعها الحكام المتآمرون، ولا حل لقضيتها سوى أن تتحرك جيوش المسلمين فتطيح بالحكام "موالي يهود" وتسير نحو فلسطين فتدخلها كما دخلها المسلمون أول مرة فتحررها من رجس المحتلين.
بذلك وحده تُنهى معاناة أهل فلسطين، وبذلك وحده تعود فلسطين عزيزة كريمة لحياض المسلمين.