تعليق صحفي
بل أصابكم الصمم والعمى! فتطبيع العلاقات مع كيان يهود خيانة عظمى!
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يعني أن تصم تركيا آذانها عن الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون".
إن تطبيع العلاقات مع كيان يهود المحتل خيانة عظمى، فهو اعتراف "بشرعية" هذا الكيان المغتصب للأرض المباركة التي جبلت بدماء الصحابة الفاتحين، وبدماء الجنود العثمانيين الذين دافعوا عنها، وهو خيانة لدماء شهداء سفينة مرمرة، ولا يبرره غاية ادخال بعض المساعدات لغزة أو تخفيف الحصار عنها مع بقائها تحت نير الاحتلال!
إن ما يتعرض له أهل فلسطين من قتل وتنكيل، وما يتعرض له المسجد الأقصى، مسرى رسول الله، من اقتحامات وانتهاكات وتقويض لأساساته واعتداء على المعتكفين فيه، يستوجب تحركاً عسكريا من الجيش التركي وبقية جيوش المسلمين لا مجرد سماع يلحقه تباكي على ما يلحق بهم من ظلم!(وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ).
وإذا كان النظام التركي قد سمع بمعاناة ذوي القربى والجوار من أهل الشام وسمع بحماة ثانية وثالثة وعاشرة فلم يحرك ساكناً رغم كل جعجعات رئيسه الإعلامية وخطبه "الهدّارة"، فماذا عساه يفعل بسماعه لمعاناة أهل فلسطين وهو يرى في عدوهم ومن يحتل أرضهم شريكا في الحرب على "الإرهاب" ويستحق أن يتسلم رئاسة لجان دولية؟!
إن النظام التركي ماضٍ في خداعه للرأي العام، فهو يكتفي بالشعارات الجوفاء والخطب الرنانة والمواقف العنترية الكاذبة بينما هو يباشر سياسات تخدم أجندات أمريكا في سوريا وفي فلسطين وفي المنطقة بأسرها.
غير أن سياسة تمييع المواقف وتبرير الخيانة وتجميل الجريمة لم تعد تنطلي على الأمة، وها هي الأحداث تفضح كل منافق وكل دعيّ موالٍ لأعداء الأمة، ليقضي الله أمراً كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة.
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين)