تعليق صحفي
أجساد اللاجئين تنهشها حيتان البشر!
نشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا”الروسية تقريراً عن زيارة ميدانية قامت بها مراسلتها إلى جزيرة ليسفوس اليونانية التي تؤوي الآلاف من اللاجئين. وتحدثت عن مأساة الجثث العائمة التي لا يوجد مكان لدفنها، كما نقلت عن صيادي السمك اليونانيون أنهم شاهدوا في البحر جثثاً لكبار وصغار وبطونها مخيطة. في تركيا تنتزع أعضاء اللاجئين وترمى جثثهم في البحر لكي تلتهمها الأسماك.وذكّرت بخبر سابق في كانون الأول الماضي حيث اعتقلت الشرطة التركية مواطناً "إسرائيلياً" يدعي بوريس ولفمان كان يشتري من اللاجئين السوريين أعضاءهم الداخلية التي يجري استئصالها في عيادات خاصة تركية.
هذا ما وصل إليه حال المسلمين في ظل حكام الضرار في تركيا وغيرها من بلاد المسلمين. الحروب تستعر في بلادهم بينما تقف الجيوش متفرجة على الجثث والدمار، يحبسهم تخاذل الحكام عن نصرة إخوانهم في الدين. يهرب الرجال والنساء والولدان والشيوخ يهيمون على وجوههم طلباً للأمان. يوضعون في مخيمات تؤويهم سنوات طوال بلا بصيص أمل في العودة لديارهم. يعملون في الأعمال الوضيعة ليكسبوا الفتات. يقعون فريسة لتجار قوارب الموت مرة، ولتجار الأعضاء البشرية مرة أخرى. يُهانون في رحلات اللجوء إلى أن يصلوا لأي مكان يقبل استضافتهم. يصل بهم الترحال إلى آخر أصقاع الأرض على حدود القطب المتجمد. أما من لم يحالفه الحظ، فيطفو جثة هامدة تتغذى عليها الأسماك، تنقصها أعضاء داخلية استأصلها طبيب تركي وباعها تاجر "إسرائيلي".
هؤلاء اللاجئون اليوم هم أحفاد القادة الفاتحين. هم أبناء المجاهدين والعلماء والعابدين والعاملين، الذين ملأوا الأرض عدلاً ونوراً وعلماً وعبادة، بعد أن ملئت ظلماً وجهلاً وكفراً بالله. هم الكرام العظام، يقفون اليوم كالأيتام على موائد اللئام. هذا حالهم في ظل غياب الخليفة الراعي لهم، الأب الحاني، الحريص عليهم، الرؤوف الرحيم بهم.
كيف سيجيب هؤلاء الحكام وقادة الجيوش ربهم يوم الحساب؟ هل سيقولون منعتنا أمريكا من تحريك الجيوش؟ هل سيقولون وعدتنا أوروبا بتسريع المفاوضات؟ هل سيقولون استنجدنا بمنظمة الصليب الأحمر فلم تنجدنا؟ كيف يهنأ حاكمٌ أو قائد جيش منهم بالإفطار في رمضان وإخوانه مشردون في الأرض، أو تمطر عليهم البراميل المتفجرة في ديارهم؟ ألا يقرأون القرآن؟ أم على قلوبٍ أقفالها؟