تعليق صحفي
الإسلام يحرك البطولات ولا يقبل بعقلية التنازلات
قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للاحتلال اليهودي "الكابينت"، خلال اجتماع طارئ عقد اليوم الخميس، فرض إغلاق على بلدة يطا جنوب الخليل، وسحب تصاريح عائلة منفذي عملية "تل أبيب" الفدائية، مع زيادة عدد القوات اليهودية، وتجميد تصاريح دخول الفلسطينيين إلى فلسطين المحتلة، التي كانت مقررة ضمن التسهيلات في شهر رمضان، بالإضافة لتهديدات بحصار مشدد للضفة المحتلة(وكالة وطن9-6-2016).
من جديد يكشف شباب الأمة عن حرقة على فلسطين وعلى المسجد الأقصى، ويعبرون عن معدن الأمة النفيس في حب التضحية، ولا شك أن الدماء التي تغلي في عروق الشباب الغاضب لله يجب أن تضخ الحياة في قلوب وعقول الضباط والجنرالات من جيوش المسلمين من أجل القيام بواجب الجهاد الشرعي لخلع هذا الاحتلال اليهودي من جذوره... إذ هل يعقل أن تترك مهمة تحرير فلسطين للبطولات الفردية، بينما تبقى الجيوش التي تتقاضى رواتبها لأجل الدفاع عن الأمة رابضة في ثكناتها؟!
ومن المؤسف أن تسارع قادة المشروع الوطني لاستنكار تلك البطولات، لتحقيق رغبة الاحتلال اليهودي الذي يريد من أهل فلسطين أن يرضوا بالذل وأن يقبلوا بالأمر الواقع. وكما في رمضان الماضي، يحاول اليهود العزف على لحن إعلامي وسياسي نشاز، لتشويه التفكير الشرعي في عقول أبناء فلسطين، وهو يسعى لأن يزرع فيهم معادلة باطلة، مفادها أن سهولة التحرك وتيسير العمل وبساطة الإجراءات ترتبط بمدى قبول أهل فلسطين وأبنائهم لهذا الكيان المجرم وبمدى رضوخهم لعربدة جنوده ومستوطنيه، وبمدى تقبلهم لعقيدة التنسيق الأمني التي يحملها ويروجها قادة المشروع الوطني الاستثماري. ومن ثم يحاول اليهود إيجاد رأي عام يؤدي إلى استنكار تحركات كل من يحاول إيلام العدو اليهودي غضبة لله.
إن الموقف العقدي من الاحتلال اليهودي المجرم –الذي يمثله شباب فلسطين- هو موقف مفاصل، لا يقبل بأنصاف الحلول ولا بالمبادرات السياسية، وهو يوجب تحرك الأمة في جهاد شرعي تقوده الجيوش، لا التحرك في أزقة المفاوضات وأروقة المحافل الدولية.
"وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ"