تعليق صحفي

مؤتمر باريس فقاعة سياسية ومحاولة لإنعاش حل الدولتين الأمريكي!

اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة افتتح بها مؤتمر باريس للسلام أن عملية السلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين يجب أن تأخذ في الاعتبار التغييرات في المنطقة، موضحا أن المبادرة الفرنسية ترتكز على حل الدولتين. فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن خيار حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق.

لم يخرج مؤتمر باريس عمّا كان متوقعاً، فهو لم يخرج عن الإرادة الأمريكية التي تدير ملف القضية الفلسطينية وتحرص على عدم تحريك المياه الراكدة لا سيما في سنتها العرجاء وفي ظل انشغالها بملف ثورة الشام وملفات أخرى أكثر أهمية وتأثيراً على مصالحها ونفوذها في المنطقة.

مؤتمر باريس والمبادرة الفرنسية التي أفرغتها أمريكا من مضمونها عندما ضغطت على فرنسا فتراجعت عن تهديدها السابق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا فشل المؤتمر، كان أشبه بمؤتمر العلاقات العامة والمؤتمر الإعلامي، فهو خالٍ من قرارات قابلة للتطبيق أو للمتابعة على الأرض، ورغم ذلك فقد اعتبر عريقات المبادرة الفرنسية بارقة أمل!

إن المبادرة الفرنسية كسابقاتها من مبادرات الكفار المستعمرين تضع خدمة الاحتلال وشرعنة وجوده رأس اهتماماتها وان اختلفت تفصيلاتها، وإن كل المبادرات السابقة لم يجنِ منها أهل فلسطين إلا مزيدا من الذل والهوان وضياع للبلاد.

إن المطالبة بمؤتمر سلام لحل قضية فلسطين والتعلق بالمساعي والمبادرات الدولية وقرارات الأمم المتحدة هو تكريس لنهج الانتحار السياسي الذي يجعل قضية فلسطين رهن قرار واشنطن ولندن وباريس، فحل قضية فلسطين وتحريرها من رجس يهود هو شأن المسلمين ولا يصح أن يتدخل به كافر فكيف لو كان مستعمراً طامعاً ببلاد المسلمين محارباً لهم؟!

إن حل الدولتين الأمريكي لن يرى النور وسيبقى يراوح مكانه ولن يكتب له النجاح، فمهما تواطأت قوى الشر وأدواتها وأتباعها فلن يغيروا التاريخ والمستقبل ولن يغيروا آيات سورة الإسراء، وستبقى فلسطين بكاملها أرضاً إسلامية، وستبقى فلسطين هي الأرض المباركة ومسرى رسول الله، ولن تكون يوماً "إسرائيل"، وهي على موعد مع التحرير.

إن التغيرات التي تعيشها المنطقة اليوم تحمل بشرى خير لتحرير فلسطين على عكس ما يظن البعض، فهي تحمل بشرى استعادة المسلمين لسلطانهم المسلوب وإقامة خلافتهم المنشودة التي ستحرك الجيوش وتحرر فلسطين في معركة فاصلة واحدة، وإن غدا لناظره قريب.