تعليق صحفي
السيسي سمسارا ومطبّعاً!
قال رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي "إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيجعل السلام القائم بين مصر وإسرائيل أكثر دفئا"، وأبدى استعداد بلاده لتقديم ضمانات لكلا الشعبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" بتحقيق الأمان والاستقرار.
يسعى السيسي إلى تقمص دور مبارك فيبدي استعداده للعب دور السمسار المطبّع، الداعي لحل قضية فلسطين على أرضية القبول بكيان يهود القائم على جماجم أهل فلسطين وأرضهم المغتصبة، وهو إذ يقتل شعبه ويزج بعشرات الآلاف منهم في السجون ويضيق الحصار على أهل غزة، يَعِدُ اليهود بالأمن والاستقرار ويقدم لذلك الضمانات مما جعل نتنياهو يستمد من تصريحاته الشجاعة والقوة بحسب قوله.!
إن ورثة السادات لم يكونوا يوماً يمثلون أهل مصر المسلمين، أحفاد جند صلاح الدين وعمرو بن العاص، وإن علاقات النظام المصري مع كيان يهود بقيت ضمن علاقات الأنظمة وبقي أهل مصر يرون في كيان يهود كياناً محتلاً لمسرى نبيهم بل ويتطلعون إلى المضي قدماً نحو القدس لتحريرها وتخليصها من براثن المحتلين.
إن تصريحات السيسي هذه ليست مستهجنة أو مستغربة على من يرفض أن تكون سيناء منطلقاً لتهديد أمن يهود وعلى من يشدد الحصار على أهل غزة بل ويقف خلف الحملات الدعائية الإعلامية ضد فلسطين وأهلها ومقدساتها، وعلى من يحرّف مناهج التعليم إرضاء ليهود فيحذف سيرة صلاح الدين محرر القدس ويحذف كل ما يصف اليهود بالإرهاب!، فالسيسي لا يرى في الاحتلال اليهودي عدواً بل حليفاً ضد "الإرهاب" وشريكا يسعى إلى أن تكون العلاقة معه أكثر حميميةً.!
إن ثورة الأمة في مصر يجب أن تستمر لتقتلع السيسي وزمرته الذين انقلبوا على مطالب الناس، وجعلوا من هتاف جماهير ميدان التحرير "عالقدس رايحين شهداء بالملايين" وعوداً بالأمن والاستقرار للمحتلين ودعوة للتطبيع معهم وقبولهم في المنطقة.
إن الأمة ستبقى في ظل هذه الأنظمة العميلة والحكام الأقنان تعاني الذل والتبعية وتَحكّم السفهاء والرويبضات بأمرها، ولن تقوم لها قائمة إلا بأن تقيم الخلافة على منهاج النبوة التي تعيد لها مكانتها وكرامتها وسالف عزها.