تعليق صحفي
فرنسا تعتذر لكيان يهود والسلطة لا تستوعب المعادلة!
اعتذرت فرنسا لكيان يهود عن مساندتها لقرار اليونسكو بشأن "فلسطين المحتلة" في منتصف الشهر الماضي، وخاصة ما يتعلق بالحفاظ على "الوضع القائم" في المسجد الأقصى. واستهجن بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية رضوخ دولة بحجم فرنسا لضغوطات وتفسيرات الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يتهم قرار اليونسكو بأن فيه نكران لصلة اليهود بالقدس... ومن جانب آخر أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أن اجتماعا تشاوريا سيعقد بداية الشهر المقبل بمشاركة وزراء خارجية أكثر من عشرين دولة عربية وغربية لبحث عقد مؤتمر دولي للسلام وفق المبادرة الفرنسية.
يبدو أن مسؤولي السلطة الفلسطينية لا يدركون (أو يتظاهرون أنهم لا يدركون!) حقيقة موقف الدول الغربية –ومنها فرنسا– من كيان يهود! فهم يتوقعون من فرنسا أن تقف من "طرفي النزاع" موقفاً محايداً أو أن تقف مع حق المسلمين في المسجد الأقصى...! ألا يكفيكم كتاب الله الذي ينطق بالحق؟ أتطلبون من دول مستعمرة حاقدة منحطة أخلاقياً واجتماعياً أن تعترف بحقكم في المسجد الأقصى؟ ثم تستهجنون أنهم تراجعوا واعتذروا لليهود؟ أليسوا هم أولياء يهود الذين أعطوهم القنبلة النووية وزودوهم بشتى الأسلحة التي يقتلون أهل فلسطين بها؟
وفوق ذلك تستمر السلطة في الركض وراء سراب "المبادرة الفرنسية"، منفصلة بذلك عن كل ما يحدث حولها من رفض الناس في فلسطين لوجود كيان يهود ورفض ما يسمى "مسيرة السلام" وما تمخض عنها. فإذا كانت فرنسا لا تطيق أن "تزعج" اليهود في قرار لليونسكو لا أثر له على واقع القدس والأقصى، فتسحب موقفها ضاربة بالمسلمين عرض الحائط... فهل ترجون من خير يأتي من مبادراتهم لحل القضية؟ ألم تملّوا من المبادرة تلو المبادرة تطرحها دول الغرب المستعمر لتلهيكم بها بينما يستمر كيان يهود في تثبيت وجوده ومحاربة أهل فلسطين وتقويض أساسات الأقصى؟ ألا تسمعون؟
الطريق واضح جليّ لتحرير القدس وإعادتها إلى حضن المسلمين: تحريك الجيوش التي تقلع كيان يهود من هذه الأرض فتعيد لها عزّ الإسلام وتعمرها بالمسلمين يشدّون رحالهم من كل مكان. فهل تستفيقون لتشاركوا جماهير الأمة في المطالبة بهذا الحلّ؟ أم تلهثون وراء سراب الفرنسيين الذين لا يألونكم خبالاً؟