تعليق صحفي
الدعوة لحل الدولتين والاعتراف بـ(إسرائيل) وتدويل القضية نكبات فوق النكبة!
قال رئيس السلطة محمود عباس، في كلمة متلفزة في الذكرى 68 للنكبة، (إن القيادة تسعى إلى تدويل القضية، وإعادتها إلى الأمم المتحدة، آملين أن يتمخض عن إطلاق عملية سياسية حقيقية، تستند إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وأن يبلور جدول زمني محدد، وآليات عملية للتطبيق من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية، تعيش في أمن واحترام متبادل مع جميع دول المنطقة، وتساهم بجدارة في حفظ الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وتعيد تضميد جراح أبناء شعبنا في الوطن والشتات، لأن في ذلك المدخل الحقيقي لمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف).
وللتعليق على هذه التصريحات نذكر الأمور التالية:
1. إن من أراد أن يحيي ذكرى النكبة بحق فعليه أن يسعى لتحرير ما اغتصب من الأرض وأن يثأر لدماء أهل فلسطين التي أريقت في مجازر وحشية، ولن يكون ذلك إلا باقتلاع هذا الكيان المجرم من فلسطين وتحريرها كاملة. أما من يعترف (بإسرائيل) ويرى أن صفد وعسقلان ويافا وحيفا وتل الربيع وعكا واللد والرملة أصبحت (إسرائيل) فهو كاذب في تباكيه على النكبة وأهلها المهجّرين في أصقاع المعمورة.
2. إن الدعوة لتدويل القضية هي دعوة لنكبة جديدة عمادها قوات احتلال دولية تزيد معاناة أهل فلسطين، وتضيف للاحتلال اليهودي احتلالاً دولياً آخر، ليكون عقبة أخرى أمام تحرير الأرض المباركة، وأداة بطش جديدة لأهل فلسطين تحت ذريعة محاربة التطرف والارهاب.
3. إن المناداة بالقرارات الدولية هي تضليل وسخف سياسي، فالأمم المتحدة هي من سوغت احتلال يهود لمسرى رسول الله، وهي من أقرت مجازر يهود بحق فلسطين وأهلها، وهي من اضفت الشرعية الدولية على كيانهم الغاصب، فهي العدو وهي تقف خلف المحتل وتسانده، فوضع قضية فلسطين في أحضانها تآمر وتواطؤ على الأمة ومقدساتها.
4. إن المطالبة بحل الدولتين الأمريكي هي ترسيخ للنكبة واسقاط لدماء الناس التي أريقت وأعراضهم التي انتهكت وأرضهم التي اغتصبت، وليس من حق عباس ولا سلطته ولا منظمته العفو والتجاوز عن تلك الجرائم، بل إنهم بمطالبتهم بحل الدولتين باتوا شركاء للمحتل في جرائمه.
5. إن حديث عباس عن حفظ السلام في المنطقة وعن محاربة الإرهاب والتطرف، لا يفهم إلا في سياق عرض الخدمات الأمنية التي تقدمها السلطة لحفظ أمن يهود ولصالح الأحلاف الصليبية التي تقودها أمريكا، وهو إن دل على شيء فيدل على نظرة السلطة للبقاء المعتمدة على تقديم هذه الخدمات للمحتلين والمستعمرين والتآمر على الإسلام والمسلمين، فهي تدرك أنها لا تمثل أهل فلسطين وتطلعاتهم وأن لا بقاء لها إلا بحبل من أمريكا ويهود.
6. إن الدماء التي أريقت، منذ النكبة لا بل منذ احتلال بريطانيا لفلسطين حتى يومنا هذا، لا ثمن يكافئها إلا أن تحرر فلسطين كاملة وتعود لحياض الأمة ودرة في تاج بلاد المسلمين، ولن يكون ذلك إلا بأيدٍ متوضئة تقاتل في جيوش المسلمين فتحرر الأقصى فيدخل المسلمون المسجد كما دخله الفاروق أول مرة مهللين مكبرين. وإن تحقق ذلك بات قريباً بإذن الله.
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)